• تاريخ النشر : 01/06/2016
  • 196
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

امرأة تلبس النقاب ولكن في السكن الجامعي لابد أن ترفعه لرجال الحراسة، ثم بعد ذلك ترده فتقول: ما هي نصيحتكم في هذه الحال؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;  رأس مال العبد هو دينه، ورأس مال المرأة عفتها وكرامتها، فإن كانت هذه الدراسة ليست ضرورة ولا حاجة، إنما تتزود بها ويمكن أن تحصلها بطريق آخر ولا مشقة عليها في تركها فتركتها لله عز وجل حفاظًا على نفسها؛ فهذا هو الأكمل وإن كانت دراستها من الأمر الذي هو من حاجاتها، بل ربما يكون من الضروريات لها فتجتهد وتستعين بالله عز وجل فإن كانت الحراسة على هذا الوجه يطلب منها أن تكشف وجهها لأجل أن يتبين حالها، وأن الحراس مأمورون بذلك وهذا من مهمتهم ومن عملهم، وكان على وجه ليس فيه تعدٍّ وليس فيه فتنة وهي أيضًا لا تكون متزينة ببعض المساحيق حينما تكشف وجهها، فربما تحصل فتنة بها ويتعلق بها من كشف وجهها ويحصل لها ضعف؛ بمعنى أنها تجتهد في ألا تتجمل التجمل الذي يحصل فتنة بها ومنها، ففي هذه الحالة تكشف مقدار الضرورة، مع الاجتهاد في دفع هذا ما أمكن، والاعتذار عن كشف الوجه إذا كان يمكن ذلك، وأهل العلم نصوا على أن المرأة لا بأس أن تكشف وجهها في بعض الأمور للحاجة، لأن ستر المرأة وجهها واجب، والأدلة على هذا كثيرة من الكتاب والسنة، لكن كشف وجه المرأة  محرم سدًا للذريعة وخشية الفتنة، وما حرم من باب سد الذريعة فإنه يجوز عند الحاجة عند أهل العلم، ومن ذلك أن تكشف وجهها عند من تعامله في البيع والشراء، أو تكشف وجهها عند من يشهد عليها في بيع وشراء، وكذلك كشف الوجه لما هو أرفع من ذلك وهو للخطبة حينما تخطب فيراها الرجل وترى الرجل. وكذلك كشف الوجه عند القاضي إذا استدعى الأمر أن تكشف وجهها يريد أن يعرفها بعينها لتوجه الدعوة عليها من أجل صيانة المال وحفظ القضية المدعاة الحاصل عنده سواء كان عليها أو لها. وكذلك العلاج، لو احتاجت للعلاج عند رجل ولم يتيسر امرأة، أو تيسر امرأة لكن لا تتقن هذا العلاج فاحتاجت أن تكشف وجهها، فهذه مسائل هي من باب الحاجة، وربما تكون الدراسة أحيانًا أشد حاجة من الحاجات التي تعرض لها مثل البيع والشراء، يمكن أن لا تكون الحاجة إلى هذا البيع والشراء حاجة ماسة ومع ذلك لو حصل شيء من المعاملة واحتيج إلى أن تكشف وجهها لأجل الشهادة، فقد نص العلماء على جواز ذلك، فالدراسة من باب أولى، لكن مع مراعاة ألا يكون هناك مقاصد سيئة ممن يطلب منها ذلك، فإذا كان على هذا الوجه جاز بهذه الضوابط المتقدمة.


التعليقات