يقول لعلكم أحسن الله عملكم لعلكم سمعتم بالعباءة الملونة حتى سار من الفتيات من لا تلبث الأسود فتحيرني لمن أجدها من الفتيات كاشفة وجهها وتلبث عباءة مزينة ربما كان أكثرها ملونةً أو كلها ملونة هل من الفقه أني أقدم كشف الوجه على عباءتها الملونة أم العكس؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
تسأل عن من تقع في مثل هذه المحاذير الشرعية من العباءات الملونة ومن كشفها لوجهها وكذلك أيضًا ربما يكون ليس ساترًا هذا اللباس ماذا تبدأ؟ قل عليكِ وعلى كل من رأى مثل هذه الأمور والتي هي محاذير شرعية في باب اللباس هو البيان هو النصح كما قال عليه الصلاة والسلام: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده)(1) المقصود هو التغيير وتسلكين السبيل المناسب والداعي إلى الله والأمر بالمعروف والعالم من الرجال والنساء يتكلم إذا رأى الكلام مناسبًا, فإنه تارةً يتكلم من الرجال والنساء وتارةً يسكت, وكذلك المرأة تسكت حينما ترى أن المقام مقام سكوت فليس المقام مقام إنكار وتغيير المقصود التغيير وليس المقصود مجرد الإنكار, المقصود التغيير ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام لما بال الأعرابي سكت عليه الصلاة (2) والسلام وتكلم أصحابه وسكوته هو التغيير والنبي عليه الصلاة والسلام أنكر على أصحابه وقال لهم دعوه وبين لهم أن المقام في هذه الحالة التغيير بالسكوت وأنه أبلغ, والقصص في هذا كثيرة, والأدلة في هذا كثيرة وكلام السلف أحوالهم في هذا يعني كالمطر إذ هذا من باب الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى, أنتِ حينما ترين تكون غير ملتزمة بالأدب الشرعي واللباس الغير محتشم الواجب هو البيان إذا كان المقام مقام بيان, وتختاري الوقت المناسب فربما يعني يكون البيان لواحدٍ من هذه الأمور لأنه ربما لو أنكرتِ الجميع قد لا تقبل, تقول أنكرتِ علي هذا وهذا وهذا بعض الناس لا تتسع قلوبهم ولا صدورهم من الرجال والنساء أن تجمع عليه بل تتدرج, ولهذا التدرج في مثل هذا هو نوعٌ من الترفق والنبي عليه الصلاة والسلام قال: (ما دخل الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه) (3) وأعظم الرفق أن هو الرفق بمن تنكر عليه, رفقي إذا أمر رفيق إذا نهى, الرفق الحلم والصبر هذه الخصال عظيمة لابد أن يتحلى بها الداعي إلى الله والمعلم والمرشد والآمر عن المعروف والناهي عن المنكر هذه خصال عظيمة بها يكسب الرجل والمرأة من يدعوه إلى الله سبحانه وتعالى سواء عن التعليم او البيان أو على سبيل الإنكار والتغيير ويختلف من شخص إلى شخص ومن حال إلى حال ومن وقت إلى وقت ليس له ضابطٌ محدد, وهذا في تعامل الرجل مع أولاده تعامل الرجل مع زوجه والزوجة مع زوجها مع جيرنها مع أحوال بابٌ واسع, وقد بسطه أهل العلم وبينوه وذكروا من الأدلة الشيء الكثير الطيب مما يسر القلوب وتأنس بها, فكله جاءت به الشريعة وهو مأخوذ من هديه عليه الصلاة والسلام, فإذا رأيتِ المقام مناسبًا لبيان هذه الأشياء جميعًا فلا بأس وإن رأيتِ أن تغيري هذا ثم هذا ثم هذا فكما تقدم تختلف القلوب بتحمل ما يقال من شخصٍ إلى آخر ومن حالٍ إلى حال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم رقم (49).
(2) عن أبي هريرة رضي الله عنه:«أن أعرابياً قام إلى ناحية المسجد، فبالَ فيها، فصاحَ به الناسُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: دَعُوه، فلما فرغَ أمرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بذَنُوب، فصُبَّ على بوله»
أخرجه البخاري رقم (6010). و مسلم رقم (284).
(3) أخرجه مسلم رقم (2597).