الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; الملابس التي تظهر فيها المرأة بين النساء في المدينة الجامعية أو في عمل مثل الملابس التي تكون بين النساء في سائر المجامع, بل تكون الحشمة في الجامعة أو في العمل أبلغ منها في غيرها؛ لأنه يكتنف هذه الأماكن أمور لا خيار لها فيه, بخلاف ما إذا كانت في بيتها مع جماعًة من النساء، فلو حصل أي طارئ يمكن أن يستدرك بخلاف ما إذا كانت في العمل, فعليها أن تحتاط قبل أن تخرج, وما يبدوا من المرأة بين النساء هو ما يبدوا للمحارم؛ لأن الله سبحانه وتعالى ذكر النساء مع المحارم فقال:{أَوْ نِسَائِهِنَّ}^(1). ذكرهن مع المحارم, فتبدي للنساء ما يظهر غالبًا مع الاحتشام, هذا هو الصحيح, ثم هناك قيد آخر لأنها تخرج والخروج له قيود، بخلاف ما إذا كانت في بيتها فإن الأمر أيسر وأخف, بل لو خرجت إلى المسجد, فإن الشروط تتأكد في الحشمة ما لا تتأكد إذا كانت في بيتها, أيضًا هناك واجب آخر؛ لأنها حينما تخرج إلى مدينة جامعية أو عمل ترى نساء عندهن بعض التساهل والتوسع في اللباس, فحينما تتساهل تفتح بابًا من أبواب التوسع في اللباس, والناس - وخصوصًا النساء -كما قيل كأسراب القطا يقلد بعضهم بعضًا, فيخف في قلوب الناس أمر الشريعة في هذا الباب وغيره، ولذا توجب على المرأة خاصة الملتزمة ما لا يتأكد في حق غيرها حتى تكون قدوًة صالحة, بل ربما يكون الوجوب في حقها آكد حينما ترى أمورًا منكرة, فيجب عليها ما لا يجب على غيرها احتياطًا لنفسها، ودعوة لغيرها من صواحبها وزميلاتها.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سورة: النور، الآية (31).