الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; سبق الكلام في هذا، وأن المراد المكان الذي يتضاعف فيه أجر الصلاة، وأن الحرم يعم جميع المسجد، جميع الحرم، وهو أيضاً سؤال ورد أكثر من مرة، في أن الأظهر، وأن القول الأكثر؛ أن المكان الذي يتضاعف فيه أجر الصلاة يشمل جميع حدود الحرم، لكن لاشك أن الصلاة داخل المسجد أفضل لأنه مسجد الكعبة، ولو لم يكن فيه إلا صلاتك مع الجماعة، والنبي عليه الصلاة والسلام، يقول لأبي ابن كعب "صلاة الاثنين أزكى من صلاة الواحد، وصلاته مع غيرة أزكى من صلاته وحده، وكذلك مع الثلاثة، ثم قال وما كان أكثر فهو أحب إلى الله".(1) وصلاتك في المسجد الحرام؛ هذا الجمع العظيم فضلٌ آخر، هذه فضائل تتعدد، والأجور حاصلة بظاهر الأدلة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) عن أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رضي الله عنه قال : صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا صَلَاةَ الصُّبْحِ فَقَالَ : " أَشَهِدَ فُلَانٌ الصَّلَاةَ " قَالُوا : لَا قَالَ : " فَفُلَانٌ " قَالُوا : لَا قَالَ : " إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ مِنْ أَثْقَلِ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا وَالصَّفُّ الْأَوَّلُ عَلَى مِثْلِ صَفِّ الْمَلَائِكَةِ وَلَوْ تَعْلَمُونَ فَضِيلَتَهُ لَابْتَدَرْتُمُوهُ وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ وَحْدَهُ وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ مَعَ الرَّجُلِ وَمَا كَانُوا أَكْثَرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " . أخرجه أبو داود (554) والنسائي (843). وأحمد في المسند (20758) والدارمي ( 1269 ).