• تاريخ النشر : 02/08/2016
  • 1992
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - الحج 1435
السؤال :

يقول السائل : هل كان صلاح الدين الأيوبي صوفيًا؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; :صلاح الدين الأيوبي رحمه الله إمام ومجاهد عظيم اشتهر اسمه بين أهل الإسلام، وذكره بين العلماء، وكان له نفعٌ عظيم في نصر الإسلام، وأيضًا إكرام العلماء ولو لم يكن من أفعاله رحمه الله ورضي عنه إلا محو الدولة الرافضية الباطنية دولة العبيديين التي يسمونها الفاطمية زورًا وبهتانًا هي ليست فاطمية هي زور وبهتان يسمونها الفاطمية، وهذا يبين لآن التصوف والرفض صنوانٌ واحد، ولو كان كما قالوا لم يكن شدته على الرافضة؛ ولهذا من أشد من أيد هذه الدولة الرافضة والزنادقة في ذلك الزمان الدولة التي كانت شوكةً في ظهر الإسلام في أثناء الدولة العباسية حتى منَّ الله سبحانه وتعالى بزوالها على يد هذا الإمام الهمام رحمه الله، وكل إمام كبير في الغالب أنه يدنس تاريخه. واعتبر ذلك هارون الرشيد واعتبر ذلك بكثيرٍ من الخلفاء والأمراء الكبار الذين كانوا لهم يدٌ طولى في الإسلام فربما يدنس بالشيء الذي يكون مخالفًا لهدي الإسلام، وهذا ربما يعمله أعداء الإسلام حتى يكون شأنًا لأهل الإسلام، وبهجه مهما كان والله سبحانه وتعالى إذا أيد هذا الدين بأي رجل فالحمد لله يحمد من أيد الدين ونصر الدين مهما كان على قولٍ ما دام أنه نصر الدين مع أن هذا الرجل في أفعاله وأعماله، ونصرته للعلم والعلماء كأمرٌ شاهد وواضح لكن كما تقدم أعداء الدين يقدحون ويلطخون سيرة الأئمة الكبار الذين نصروا الإسلام، وهذا من الرافضة يقع كثير؛ لأنهم أعداءٌ للإسلام أعداءٌ للدين، وأول من تكلموا فيه واتهموه. عمر الفاروق رضي الله عنه كيف قدحوا فيه وتكلموا فيه لماذا؟ لماذا يتكلمون في عمر؟ ولماذا يسبون عمر؟ لماذا؟ لأنه هدم دولة المجوس دولة الشرك ؛ فلهذا كانوا يكرهون عمر رضي الله عنه؛ لأنه هدم الشرك.هم أنصار الشرك والضلال فلهذا يفعلونه، وكل من كان له يدٌ ظاهرة في الإسلام تراهم يدنسون سيرته وتاريخه، وليس معنى ذلك أن هذا معصوم قد يقع، وهذا لا يستبعد أن يقع في شيءٍ من البدعة بعض من له يدٌ طولى في الإسلام قد يقع، ولا يستنكر مثل هذا خاصة إذا لم يكن عنده من أهل العلم الذين على العقيدة الصحيحة قد يمتلئ بأناس من أهل الدين، والخير، والعلم، والفضل لكن عندهم بعض ما تلطخوا به من البدع في أمور التوحيد والعقيدة، وهم على دينٌ صحيح، ونصرةً للدين، ونشرٍ للعلم هذا قد يقع، وهذا كما تقدم لا يضره ما دام أنه يتحرى الخير، ويجتهد في تحري الخير، ويبحث عن العلم والصواب لكن لم يصبه فكم من مريدٍ للخير أن يصبه ما دام نيته وقصده واجتهاده صحيح لكن لم يتيسر له ذلك فيرجى له الخير فهذا الإمام وغيره من أهل العلم لهم هذه المنافذ، وكما تقدم في عمر أيضًا عائشة رضي الله عنها قال فيها الرافضة ما قالوا أم المؤمنين رضي الله عنها؛ لأنها حب النبي عليه الصلاة والسلام وهي أحب أزواجه إليه فطعنوا فيها لم يطعنوا في عُمر لذات عُمر، ولم يطعنوا في عائشة لذات عائشة ومعاوية رضي الله عنه لماذا طعنوا فيه؟ لأنه ظهر الإسلام في وقته. وأبو هريرة طعنوا فيه. لماذا؟ لأنه هو راوية الإسلام، هم لم يطعنوا في واحدٌ من هؤلاء لذاته ولذات شخصه. لا؛ لأنه سببٌ من أسباب ظهور الدين، وقصدهم الطعن في الدين، والطعن في الإسلام والطعن في الرسول عليه الصلاة والسلام فهم لا يمكن أن يسبوا الرسول عليه الصلاة والسلام علانيةٍ، وإن كانوا يصرحون الآن؛ يعني نزع منهم كل شيء لكن اتخذوا أصحابه وسيلة، واتخذوا حب آل البيت دهليزًا لهذا الطريق الذي يؤدي إلى الزندقة والانحلال من الدين. فالمقصود أنه ليس أحدٌ معصومًا، ومن وقع في ذلة وكان له حسنات فإنه تذكر له حسناته وما وقع من خطأ فإنه لا يُغتر به بل يبين خطأه. نعم


التعليقات