الحكيم الترمذي أبو عبد الله صاحب نوادر الأصول هل هو من أهل السنة والجماعة؟ وأيضًا شهاب الدين القليوبي من الشافعية؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
الحكيم الترمذي هذا مشهور وهو صاحب النوادر غير الإمام الترمذي أبو عيسى، وهو بعده، بعد أبي عيسى الترمذي رحمه الله، يعني وفاته سنة تسع وسبعين ومائتين، وهذا متأخر في أول القرن الرابع سنة ثلاثمائة وعشرين محمد بن علي الحكيم الترمذي صاحب النوادر وختم الولاية، ذكروا عنه أمور منكرة رحمه الله، وذكر شيخ الإسلام كلامًا له في ختم الأولياء، وبعضهم يقول: أنه أشار إلى أن خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء أو شيء من ذلك؛ هذا منكر والعياذ بالله إن ثبت هذا، هذا لا يقوله مسلم، لكن لعله إشارات في كلامه وليست تصريح، وإنما قد يوحي شيء من هذا، إنما الذي ذكروا عنه مسألة الأولياء وأنه يأتي في آخر الزمان أولياء أفضل من أبي بكر وعمر، وهذه عبارات منكرة منه، ولهذا أنكرها أهل العلم، وله في كتبه أخبار موضوعة وأخبار لا تصح، وأخبار منكرة معروفة ذكر أهل العلم أنها موجودة في كتبه، فعلى الإنسان أن يحذر حينما يطلع عليها مع أنه له كلمات حسنة رحمه الله، وله مواعظ وله حكم وله كلمات حسنة، ومن كلماته المنقولة عنه أنه قال: ليس شيء في الدنيا أثقل من البر فمن برك فقد قيدك، ومن جفاك فقد أطلقك، هذا كلام عظيم صحيح، هذه حكمة عظيمة.وأيضًا من الكلمات المنقولة عنه أنه قال: خمس تصلح لخمسة قال: الصبي في المكتب، والفتى في العلم، والكهل في المسجد، يقول: الصبي لا يصلح إلا في المكتب، والفتى لا يصلح إلا في العلم أي: في طلب العلم، والكهل لا يصلح إلا في المسجد، والمرأة لا تصلح إلا في البيت، والمؤذي لا يصلح إلا في السجن، وهذا كلام يعني عظيم، وكلام مهم، له من الحكم وله مواعظ رحمه الله، لكن نقل عنه أشياء وعبارات منكرة عفا الله عنا وعنه.أما شهاب الدين القليوبي ما أدري عنه، ما أعرف عنه، تراجع ترجمته من هذا علماء الشافعية،(1).
والقليوبية هذه في مصر قريب من القاهرة، وذكروا أن له حاشية على شرح جلال الدين المحلي صاحب تفسير الجلالين، لأن الشرح على المنهاج للنووي وهذا له حاشية ويقولون إن هذه الحاشية من أفضل الحواشي على شروحات المنهاج لشهاب الدين، أما يعني ما هو عن العقيدة فنعرف أن كثيرًا من العلماء رحمة الله عليهم من الشافعية والمالكية وكثيرًا أيضًا من علماء الحنابلة والأحناف كثير منهم على طريقة الأشاعرة، وهذا يتبين حينما ترى تصنيف هؤلاء في أول كتاب في المقدمة مباشرة يستفتحها بعبارات فيها تحريف وصرف للآيات عن ظاهرها، تجده يصرفها مباشرة من أول الكتاب. يعني لا يحتاج إلى طول عناء بل حينما تقرأ المقدمة إما مقدمة منه أو يشرح هذا الكتاب يبتدئ في صرفه على طريقة الأشاعرة وطريقتهم معروفة، لكن هذا لا يمنع من كون الإنسان يستفيد من كتب أهل العمل ، وإن كان من أهل العلم يحذر، وإن كان قاصر فلينتبه فلا يقرأ في الكتاب الذي قد يعلق بقلبه وهو لا يشعر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) القليوبي (000 - 1069 هـ = 000 - 1659 م).أحمد بن أحمد بن سلامة، أبو العباس، شهاب الدين القليوبي: فقيه متأدب، من أهل قليوب (في مصر) له حواش وشروح ورسائل، وكتاب في تراجم جماعة من أهل البيت سماه (تحفة الراغب - ط) و (تذكرة القليوبي - ط) طب، ورسالة في (فضائل مكة والمدينة وبيت المقدس وشئ من تاريخها - خ) في 70 ورقة، وفي دار الكتب، لعلها (النبذة اللطيفة في بيان مقاصد الحجاز ومعالمه الشريفة) في خزانة (1411 كتاني) و (أوراق لطيفة - خ) علق بها على الجامع الصغير للسيوطي، فبين الحسن والضعيف والصحيح مما جاء فيه، و (الهداية من الضلالة في معرفة الوقت والقبلة من غير آلة - خ). انظر الإعلام للزركلي (1/92) والفهرس التمهيدي (395) والمكتبة الأزهرية ( 1: 384).