مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1437
السؤال :

يقول السائل : هل المضاعفة تكون للحرم كله في الصلاة لكن جاء في الحديث في مسلم؛ صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة إلا مسجد الكعبة؛ ففيه نص أن المسجد الحرام ليس كل الحرم.

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; أولًا؛ هذا الحديث حديث ميمونة رضي الله عنها أنها قالت رضي الله عنها: في تلك المرأة التي نذرت أو الرجل أن يصلوا في الوقت، قالت صلوا في هذا فإني سمعت رسول الله  -عليه الصلاة والسلام- يقول: فإن صلاة فيه بألف صلاة إلا مسجد الكعبة؛(1) استدل به من بعضهم من قال إنه خاص بنفس المسجد، واستدل بعضهم أيضًا بحديث أبي هريرة عند مسلم؛(2) قيل إنما يسافر إلى المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجد الكعبة؛ الحديث الأخير هذا؛ لأن هذا في شد الرحل، شد الرحل للمسجد الحرام لمسجد الكعبة،  أما المضاعفة فهي عامة، أما هذا الخبر في الكعبة فهو محتمل ليس صحيح يعني أدلة أخرى جاءت في المسجد الحرام أكثر الأخبار علقت في الصحيحين بالمسجد الحرام، هي أكثر الأخبار وأصح الأخبار، أما هذه اللفظة فتحمل على تلك الألفاظ أيضًا هذه اللفظة عند مسلم في ثبوتها نظر هذه اللفظ وهي مسجد الكعبة؛ فهي برواية إبراهيم بن عبدالله بن معبد بن عباس عن ابن عباس عن ميمونة، والبخاري –رحمه الله- ذكر في التاريخ الكبير(2) أن هذا الحديث من رواية إبراهيم بن عبدالله بن معبد بن عباس عن ميمونة دون ذكر ابن عباس، قال إن إسقاط ابن عباس هو الرواية، وعلى هذا هو منقطع، قال يعضهم أنه منقطع هذه الرواية، هذه اللفظة،  الحديث صحيح ليس إعلال الحديث صحيح في صحيح مسلم، إنما إعلال لهذه اللفظة، الحديث صحيح فرق بين إعلال الحديث وإعلال اللفظ في الحديث، فهذه اللفظة فيها ما تقدم من الكلام من جهة أن الألفاظ في الصحيحين كلها جاءت بالمسجد الحرام إلا هذه اللفظ  وهي من ألفاظ مسلم وهي فيما يظهر في ثبوتها نظر لما تقدم من الإعلال بالانقطاع، أيضًا أن إبراهيم هذا لم يوثق هذا، لم يوثقه معتبر فهو عند بعض أهل العلم في حد المستور، لم يوثقه أو يذكره إلا ابن حبان، ففي ثبوت هذه اللفظة نظر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه مسلم (510)(1396). من حديث ميمونة رضـي الله عنـها. (2) عن أبي هـريرة رضـي الله عنـه قال قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : صـلاة في مسجـدي هذا خير من ألـف صـلاة فيما سـواه إلاَّ المسجد الحرام "أخرجه البخاري في كتاب فضل الصلاة باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة رقم (1190) 1/367، ومسلم في كتاب الحج باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة رقم (1394). (2) أخرجه أحمد(26826) من طريق حجَّاج بن محمد المِصِّيصي، وعبد الله بن صالح - فيما رواه عنه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/302- وقتيبة بن سعيد - فيما أخرجه النسائي في "المجتبى" 2/33، وفي "الكبرى" (770) ، والبيهقي 10/83 - وابن وَهْب - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (603) - أربعتُهم عن ليث، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً اشْتَكَتْ شَكْوَى.. الحديث، ورواه شبابة بن سوار- فيما رواه عنه ابن أبي شيبة 2/371 و12/209 - وقتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح - فيما روى عنهما مسلم (1396) - وعبد الله ابن صالح - فيما أخرجه الطبراني في "الكبير" 23/ (1029) - أربعتهم عن ليث ابن سعد، عن نافع مولى ابن عمر، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن ابن عباس، عن ميمونة، به. فأدخل ابن عباس في الإسناد. قال المزي في "التحفة" 12/485: وهو في عامة النسخ من "صحيح مسلم": عن ابن عباس، عن ميمونة. قلت: غير أن البخاري في "التاريخ الكبير" 1/303 قال: ولا يصحُّ فيه ابن عباس. وقد فهم الحافظ من كلام البخاري هذا أن رواية إبراهيم بن معبد عن ميمونة متصلة، فقال: فهذا مشعرٌ بصحة روايته - أي: إبراهيم - عن ميمونة عند البخاري، وقد عُلِم مذهبهُ في التشديد في هذه المواطن ، لكن ابن حبان نفى أن يكون إبراهيم سمع من ميمونة، فقال في ترجمته: وقد قيل: إنه سمع من ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس ذلك بصحيح عندنا، فلذلك أدخلناه في أتباع التابعين. وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" 9/166: هذا الحديث مما أُنكر على مسلم بسبب إسناده، وقال الحُفَّاظ: ذكر ابن عباس فيه وهم، وصوابه عن إبراهيم بن عبد الله عن ميمونة من غير ذكر ابن عباس. انتهى.


التعليقات