• تاريخ النشر : 02/06/2016
  • 459
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

يقول : ما حكم الصدقة على شخص آخر وهو لا يعلم.

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
الأصل في العبادات التوقيف, ولم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أنهم كانوا يتصدقون عن غيرهم يعني الأحياء, إنما الصدقة كانت عن الأموات، مثل حديث:"إن أمي افتلتت نفسها وأظن لو تكلمت تصدقت" كما في الصحيحين عن عائشة([1]). وكذلك حديث سعد بن عبادة في أمه حينما قال: صدقة أخرى عليها في البخاري(2), وقال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاث: مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»(3), ذكروا الدعاء له بعد وفاته, إنما الدعاء دعاء المسلم لإخوانه, بأن تدعوا لأخيك المسلم هذا الذي ورد, أما الصدقة عنه في حال حياته وهو حي هذا ما أعرف شيء من أدلة في هذا ورد, إنما الذي ورد هو الدعاء عمومًا للأحياء والأموات هذا لا بأس وهو الذي كان يوصي به النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي يدعوا به المسلم في صلاته لنفسه ولإخوانه. ثم أيضًا أبواب الخير التي أُجمع عليها يسلكها الإنسان, وأبواب الخير التي وقع فيها اختلاف يتركها؛ لأنها مُضمنة في أبواب الخير التي أُجمع عليها, ثم حينما يتصدق الإنسان عن غيره هو في الحقيقة كتثويب العمل سواء أنه نوى بالصدقة عنه قبل أن يتصدق بها, أو تصدق بها ونوى تثويبها, المعنى واحد يعني حينما يتصدق الإنسان بصدقة ثم يقول: أن ثوابها عن فلان أو ينويها ابتداء قبل أن يتصدق بها أن ثوبها عن فلان؛ المعنى أنه هو المتصدق, وأنه يجعل ثواب الصدقة لفلان قبل أن تقع في يد المحتاج, أو بعد ما تقع في يد المحتاج يقول: تصدق بها؛ هذا غير مشروع في الحقيقة لأن الإنسان في حال حياته مشروع أن يتصدق عن نفسه, هذا الذي ورد في باب الصدقة، أما الدعاء فإنه حينما يدعوا لغيره يقال ولك بالمثل(4), لكن هل ورد هذا في الصدقة؟ الله أعلم, أنا ما أعرف أن هذا الشيء ورد في الصدقة. الدعاء حينما تدعوا لغيرك فإن الدعاء يحصل لك أنت أيها الداعي, ثم إذا دعوت لغيرك هو استفاد والملك الموكل يقول: آمين، ولك بمثله.لذا كانت أم الدرداء أوصت من جاء ونقلت أن يدعوا له وقالت حدثني سيدي أبو الدرداء, وذكر الحديث في هذا الباب؛ أن دعاء المسلم لأخيه بالغيب مستجاب, ملك موكل عنده يقول: آمين ولك بالمثل.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ([1]) أخرجه البخاري (1388)، ومسلم (1633)، من حديث عائشة رضي الله عنه. (2) أخرج البخاري (2770) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما : أن سعد بن عبادة أخا بني ساعدة توفيت أمه وهو غائب عنها ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إن أمي توفيت وأنا غائب عنها ، فهل ينفعها شيء إن تصدقت عنها ؟ قال : نعم قال : فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها. (3) أخرجه مسلم (1635)، (4)عن أبي الدَّرْدَاءِ ، رضي الله عنه  أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ يَقُولُ : " دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ ، قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ : آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ " أخرج مسلم رقم (2735).


التعليقات