مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

يقول: هل يصح أن تنوي الهدية هدية وصدقة؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; إذا أردت أن تتصدق على إنسان فقير، لا بأس أن تجمع بين الهدية والصدقة؛ وهو أن تأخذ هذا المال وتذهب إليه في بيته, أو تلتقي في مكان وتُعطيه المال هذا نوعٌ من الصدقة, ونوعٌ من الهدية، هو هدية من جهة أنك أكرمته به وذهبت إليه وهو هدية وصدقة لأنه محتاج، أما أن تكون الهديةُ القصد منها الصدقة موضع نظر, حينما يكون الإنسان تُريد أن تُهديه ليس محتاجا للصدقة لكن لأجل قرابة, لأجل صداقة, لأجل محبة بينك وبينه, أو يُهدي الإنسان لمن استفاد منه شيئًا؛ فأراد أن يكرمه بهذه الهدية, الحقيقة هذه لا تكون صدقة؛ ولأن فضلها يختلف, قد تكون هدية هذا بحث آخر لكن الهدية فيما يظهر والله أعلم لا تكون صدقة, إنما تكون تنوي أنت صدقة منك على نفسك، وعليه حينما تُعطي أخاك وتهدي له ليس هناك مانع إنك تنوي الصدقة منك على نفسك أنت, وهي هدية بالنسبة لك لأنك تتصدق على نفسك, النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ», في حديث حذيفة عند البخاري([1]), وحديث جابر عند مسلم «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ»(2), والهدية معروفة, العطية معروفة. «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ», كذلك أيضًا فأنت حينما تُعطي أخاك الهدية فهي معروفٌ منك وهي صدقة, كما يقول أبو عمر المقدسي رحمه الله: إذا جاءكم السائل فلا تردوه، بل أعطوه أي شيء فإنكم إنما تتصدقون على أنفسكم، قال صلى الله عليه وسلم «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ», وقال: «والكلِمةُ الطَّيِّبةُ صدقةٌ»(3).


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ([1]) أخرجه مسلم (1005)، من حديث حذيفة رضي الله عنه. (2) أخرجه البخاري (5675)، من حديث جابر رضي الله عنه. (3) أخرجه البخاري (2707)، ومسلم (1009)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.  


التعليقات