ما حكم أكل المقبلات المستحدثة مثل الكاتشب
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
مثل ما تقدم الأصل حل المأكولات والأطعمة إلا ما استُثنِيَ ودل الدليل على تحريمه, وهذا المايونيز مكون من أطعمة حلال, إنما جمعت ووضِعت على مقدار معين ثم لم تترك كما يحصل لبعض الأطعمة التي ربما تركت مدة ولم يخلط بعضها ببعض فإن بعضها يقضي على بعض وربما يحصل بذلك شيء من الفساد أو ربما التخمر ونحو ذلك, أما إذا كانت تخلط مباشرة وتكون يعني أكلةً واحدة وصفات كل طعام تذهب وتستحيل ويصبح له وصفٌ واحد، والذي كان كل مكوناته حلال فالأصل فيه الحل, إلا إذا كان هناك ضرر آخر من جهة اجتماع هذه الأطعمة, أنها تضر من وجهٍ آخر؛ لأن بعض المأكولات يكون جميعها حار؛ يعني مثل ما يقال فيها سعرات حرارية كثيرة, وبعض المأكولات تكون ليس فيها سعرات حرارية, فهذا وجهٌ آخر فإذا كانت هذه الأطعمة تجمع على وجه تجتمع فيها هذه السعرات الحرارية وتكون هذه الأطعمة من هذا الوجه ويترتب عليه ضرر إما في الضغط أو السكر فهذا من هذه الجهة يراعي الإنسان المصلحة وإذا كان الضرر متحقق فقد يقال إن في حق هذا الشخص لا يجوز أن يقدم على شيء يحصل منه الضرر؛ ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن يجمع بين حارين ولا باردين كما ذكره ابن القيم رحمه الله:"إنه عليه الصلاة والسلام كان يحب الحلو البارد", وكان إذا أكل شيئًا حارًا فإنه يضيف إليه الشيء الرطب, كما كان يأكل الرطب بالبطيخ؛ يعني هذا لبرودته وهذا لحرارته, وكذلك كان يأكل التمر بالخبز, فالخبز بارد والتمر فيه حرارة, فهذا اعتدال في الأكل ومن ثم يحصل اعتدالٌ للبدن, فصلوات الله وسلامه عليه, جاء بأتم الهدي وما يصلح الناس في دينهم ودنياهم, كما كان عليه الصلاة والسلام في باب الشرب حينما يشرب كان كما في البخاري: أتى إلى رجل – يعني جابر- فقال:(إنْ كانَ عِندَكَ ماءٌ باتَ في شَنَّةٍ، وإلَّا كَرَعْنا)(1) ذكر ابن القيم كلامٌ معناه أن الماء الذي يبيت في شنة فيه منافع, من النواحي الطبية وذلك أن الشنة وهي القربة القديمة الماء يرشح منها فلا تكون مسدودةً صماء مكتومة لا يدخل منها شيء ولا يخرج منها شيء, إنما القربة القديمة الهواء يطرقها من هنا ومن هنا والماء يترشح منها ثم ما يكون من الرسوبات في الماء فإنه ينزل في أسفل القربة ويتعلق بها فيبقى الماء صافٍ؛ ولذلك قال: (ماءٌ باتَ في شَنَّةٍ)؛ لأنه في البيت مع بيتوتة الماء مع طول المدة تنزل هذه الترسبات في أسفل القربة ويبقى الماء صافٍ ليس فيه شيءٌ منها, المقصود أن هذا وجهه عليه الصلاة والسلام وعلى المسلم أن يراعي هذا الهدي في مطعمه وكذلك في سائر أحواله الملبس وغيره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه البخاري رقم (5621).