ما حكم أكل دجاج ساديا البرازيلي؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ;
الأصل في طعام أهل الكتاب الحل كما قال سبحانه وتعالى : ( وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ)[1]،
هذا هو القاعدة إلا إذا كان هذا الطعام مما علم أنه من الذي أُهِلَّ لغير الله به، فإذا كان مما ذبح على غير الطريقة المعروفة في الإسلام، وكذلك ما يذبح على طريقة تذكية، فاختلف العلماء، جمهور العلماء على أنه إذا علم وغلب على الظن أنه لا يذكى يصعق مثلاً أو يرمى بالسلاح كالمسدسات ونحو ذلك، أو سيعمل للتبنيج فيتخدر ونحو ذلك مما يصيبه بالهلاك أو يضرب بشيء ثم يصيبه أبر ونحو ذلك فيموت هل هو حلال أو ليس بحلال إذا كان من طعام أهل الكتاب؟ جمهور العلماء على أنه إذا لم يذبح على الطريقة الشَّرعية التي هي طريقة أهل الإسلام وكذلك لم يذكِّ التذكية الصحيحة فإنه لا يحل؛ لأن حُكْمِه حُكْم الميتة. لأنه أُهِلَّ لغير الله سبحانه وتعالى ولم يذبح على الطريقة الشَّرعية بالذكاة، بالحلق واللبة ونحو ذلك من سائر ما يأكل مما يجب تذكيته، وقالوا: إذا لم تحل ذبيحة المسلم فذبيحة الكافر اليهودي والنصراني هو أولى وهذا هو الأقرب والله أعلم . وبعض العلماء يروى عن بعض السلف أنهم قالوا: إن الله حرم ذبائحهم، وعلم أنهم يهلون بها لغير الله، لكن ما استدلوا به فيه نظر، وذلك أنه في عموم قوله سبحانه وتعالى : (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ) [2]وهذه الآية هذا العموم فيها لا يمكن ينزل على كل حالة؛ لأن غاية الأمر أن يكون عاماً.
وجاءت أدلة خاصة تبين التحريم ولم تستثن شيئاً ولا شخصاً ولا جماعة بل كل من أَهَلَّ لغير الله أو ذبح على غير الطريقة التذكية الشَّرعية فإنه لا تحل ذكاته، وذلك أيضاً أن من العلة وسبب التحريم هو أنه ميتة وأنه ينحبس الدم فيها، وأنها في الحقيقة تنتفخ وتخمر، وفيه ضرر لسبب عدم التذكية التي يكون فيها إراقة الدم وهو ذكاتها، فلهذا غاية الأمر أن هذا عموم دلت الأدلة على تحريم ما سواه فلا يكون حجة في الباب.
ولهذا هذا قول جمهور العلماء، ومنهم أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن وذكر أيضاً أنه لو أن اليهودي علق رأسها وقطع رأسها، فإنه يحل أخذاً بهذا، وهذا فيه نظر على ظاهر الأدلة، وتقدم أنه قول الجمهور رحمة الله عليهم ، وما يتعلق من هذا بذبائح أهل الكتاب، أما ما سواهم من الوثنيين والشيوعيين وما أشبه ذلك فإن ذبائحهم ميتة لا تحل لأهل الإسلام.