يقول السائل : شخص أُهديت إليه وجبة إفطار فتركها, وكانت ستُلقى في القمامة هل إذا أخذ منها شخص آخر قبل أن تُرمى هل عليه إثم؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
لا بل هو مُحسن, هذا مُحسن؛ يعني حينما تُقدّم وجبة إفطار فإذا كان هذا الإفطار للصائم فإن أخذها فلا بأس, فهي تُقدم لعموم الصائمين, لا يُقصد بها أبدًا المُحتاج يعني مثل وجبات تقدم مثلا كما يُقدم بالحرم من وجبات وتمور ونحو ذلك, كذلك يُقدم في خارج المسجد, هذه تُقدم لعموم الصائمين, ولا يُقصد بها أصحابها المحتاج, ففي هذه الحالة إذا قُدمت فلا بأس وإن لم يأخذها وأخذها غيره فلا بأس. وإن كان يترتب على ذلك أنها تُرمى هذا لا يجوز, بل إنك تأخذها وتُكرمها, النبي عليه الصلاة والسلام مرّ بتمرةٍ في الطريق كما في الصحيحين, فقال: "لولا أني أخشى أن تكون من تمر الصدقة لأكلتها"(1), يعن يريد يرفعها, إذا كانت تمره , أنت الآن حين ترى تمرة في طريقك إياك أن تحتار أرفع هذه التمرة, لا نقول أنك تأكلها, إن كانت تمرة طيبة نظيفة فلا بأس أبلغ بإكرامها وإلا فنحن على الطريق بإكرام نعم الله سبحانه وتعالى, وشكرها ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم:7]. الشئ اليسير, التمر, مثل ما تقدم كان الرجال يقولون إنما أن تكون لُقطة في وقت الشدة, وقت الجوع, يعني لو كان شدة وجوع كما يقع اليوم في بلاد المسلمين التمرة ربما تساوي عند هذا الرجل في بلد آخر, بالمئات في وقت الشدة, مثل قلة الماء, الماء يسيب لكن لو كان نصف كأس ماء في برية مع قلة الماء وشدة الظمأ ربما عند من يجده يساوى الدنيا كلها؛ لأنه بها حياته وموته, إنما في الحال المُعتاد التمر ونحو ذلك لا قيمة أن يأخذها وينتفع بها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ تَمْرَةً، فَقَالَ: «لَوْلَا أَنْ تَكُونَ مِنَ الصَّدَقَةِ، لَأَكَلْتُهَا»
أخرجه البخاري (2431) ، ومسلم (1071).