الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; هو ليس بواجب، لكن عند النوم يتأكد لأنه في حال اليقظة، مثلاً يكون عنده أهل البيت، فلا يغفلون عنه، أو يكون مثلاً في مكان مرتفع لكن عند النوم فلا. فثبت في الحديث الصحيحين عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال : جَاءَ أَبُو حُمَيْدٍ، رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، مِنَ النَّقِيعِ بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَّا خَمَّرْتَهُ، وَلَوْ أَنْ تَعْرُضَ عَلَيْهِ عُودًا»(1) وجاء في الحديث أنه  عليه الصلاة والسلام عند فحمة العشاء أمر بحفظ الصبيان وقال "إن للشياطين انتشاراً، وخطفةً، فأوكوا السقاء، وغطوا الإناء، وأغلقوا الباب؛ فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً"(2)  فالشئ المغلق لا يفتحه الشيطان، وكذلك ما يغطى. وثبت في صحيح مسلم من حديث جابر، أنه عليه  الصلاة، والسلام قال"إن في السنة ليلةً ينزل فيها داءٌ لا ينزل على إناءٍ ليس عليه غطاء إلا أصابه من ذلك الداء"(3)، فجاءت العلة التي تعلق بنزول الداء، وأنها ليلة الله أعلم بها.  وجاء أيضاً في اللفظ الأخر إن الشيطان ربما يتسلط كما في حديث جابر قال" أوكوا السقاء، وغطوا الإناء" (4).  أما إذا كان يعنى في النهار، فإما إن يغطى، أو أن يعرض عليه عود، ولو أن يعرض عليه عود ، هذا ويقول بعض أهل العلم أن هذا العود يكون كالجسر، لو أنه مثلا جاء بعض حشرات الأرض من النمل، ونحو ذلك يصعد يكون كالجسر، يصعد عليه من علة ذكروها أهل العلم. هذا سنه، ومن الآداب الشرعية التي جاءت في السنة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه البخاري (843) ، ومسلم (595). (2) جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ، أَوْ أَمْسَيْتُمْ، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَتْ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ، وَأَغْلِقُوا الأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا». أخرجه البخاري (3304) ، ومسلم (2012). (3) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «غَطُّوا الْإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، فَإِنَّ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ، لَا يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ، أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ، إِلَّا نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ». أخرجه مسلم (2014) ، (99)، (4)أخرجه البخاري (3280) ،  ومسلم (2012) (97)،