يقول السائل : ما حكم من اشترى من مكة ثوب وغترة ليلبسه في بلده فهل بهذا يعتبر ثوب شهرة؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
إذا كان أهل البلد لا يلبسون هذا اللباس، وأنت إذا لبست هذا اللباس يشار إليك بالأصابع وتعرف من بينهم وتتميز بهذا اللباس وتنكر، هذا من لباس الشهرة، ولباس الشهرة عند أهل العلم كان االسلف يكرهون الشهيرتين الذي النازل من الثياب والمرتفع منه. فإذا كان الشهرة بنوع الثوب من جهة ارتفاعه في ثمنه ارتفاعاً ، أو نزولة مع القدرة على الثوب المعتدل المناسب، فكيف إذا كان شهرةً في الجنس؟! يعني الشهرة في نوع الثوب بارتفاعه دليلٌ علم فكيف إذا كان الشهرة في خلاف يخالف جنس الثوب، وفي حديث ابن عمر أنه عليه الصلاة والسلام قال: ((من لبس ثوب شهرة ألبسه الله ثوباً مثله))(1) وعند أبي داود زيادة:" ثم تلهب فيه النار"(2) يعني يحرقه في هذا الثوب، وجاء عنه صلى الله عليه وسلم ((من أسفل من الكعبين من إزار ففي النار)) (3) يعني ما أنزل عن الكعبين، فعليك أن تلبس المعتاد، إلا إذا كان المعتاد في بلدك أو قريتك لباساً محرماً، فالواجب عليك أن تخالفه وتغيره، أما إذا كان اللباس في المعتاد فعيك أن تلبس من جنس لباسهم مما لا يخالف ماجاء عنه عليه الصلاة والسلام في باب اللباس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أبو داود (4029) ، وابنُ ماجه (3606)، النسائي في "الكبرى" (9560).
(2) أخرجه أبو داود (4029).
(3) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ»,أخرجه البخاري (5787).