الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; أولاً: ينبغي للإنسان إذا حج أن يكون شعاره إظهار مظاهر شعار الحج، وشعار الحج: التلبية، وشعار الحج هذا اللباس، حينما يذكرك بحال الناس يوم القيامة، لأنه يلبس إزار ورداء ويُمنع من السراويل ونحو ذلك، فيذكره في حال الإحرام، ويُمنع من الطيب بل من الرفث وكل ما يكون حالة ترفه وتوسع في باب الزينة، وهذا المقصود منه أن يتذكر الإنسان حاله والمحشر وأن يظهر مع إخوانه بزي واحد وهيئة واحدة، والحج العج والثج وهو إظهار الصوت بالتلبية، والثج هو الأضاحي والهدايا والقرابين، وهذه من الحكم العظيمة في مشروعية هذا اللباس، فإذا جاء بشيء ما ينافي ذلك: بدعايات وأسماء ونقوش فهذا ينافي حال الحاج. ويختلف إذا كان ما يلبسه فيه صور ودعايات وأناس ممن هم مغموسون في دينهم ويكون يروج لهم ويظهرهم حتى يتبعهم الناس، فيكون نوعاً من الدعوة إلى بدعة أو إلى سنة سيئة ممن عليه بعض هؤلاء القوم ممن لا تحمد سيرته ولا طريقته، والواجب على المسلم أن يتقي الله عز وجل سيما في مثل هذا المقام، يأتي بدعايات ونشر صور لبعض من تكون الدعاية له فيها محاذير شرعية، هذا لا يجوز في غير حال الإحرام فكيف بحال الإحرام وأنت متلبس بهذا النسك وفي هذه الأيام العظيمة: الأشهر الحرم في أشهر الحج وفي شهر الحج؟ على المسلم أن يحذر وأن يتقي ربه حتى لا يحبط عمله بما يقع فيه من بعض الذنوب والسيئات، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن علينا بالإخلاص في القول والعمل.