يقول السائل : صورة الكعبة كثرت في السجاجيد وكذلك في بعض الملابس وربما في ملابس الإحرام, فهل يجوز وضعها والصلاة عليها؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
من أهل العلم يرى كراهية ذلك وقال: إنه لا ينبغي أن تصور صورة الكعبة في السجاجيد؛ لأن هذا فيه إهانة لها خاصة إذا كانت في موضع القدمين يطأها, فكيف يضعها زينة ويطأها, أو يضعها زينة ويسجد عليها, ووضعها في موضع السجود هذا يعني وضعها للزينة في غير موضعها والكعبة لم توضع للزينة ولتزين بها السجاجيد ولتزين بها الملابس, إنما المقصود هو الصلاة إليها بيت الله سبحانه وتعالى يصلى إليها قبلة المسلمين, وكونها توضع في هذه مما لا يشرع, ومن أهل العلم من يسهل في هذا ويقول: لا بأس في ذلك؛ لأنها ليست ذات روح والقاعدة أن ما لا روح له يجوز تصويرها وهذه القاعدة يجري في كل من لا روح له في سائر الجمادات من المنازل والأشجار والأحجار والجبال وكذلك الكعبة لأنها بيت وهي جماد حجر مبني بعضها على بعض, لكن من كره تصويرها مأخذه من جهة أن الكعبة لها عظمة في النفوس ولها مكانتها فكان تعظيمها بعدم وضعها وضعًا يجعلها موضع زينة, والعبادة لم تكن للزينة لأن الزينة في الحقيقة تنافي العبادة والنقوش تنافي العبادة, ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام نهى أو كره وضع النقوش وقال في حديث عائشة في الصحيح(اذهبوا بهذه إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية)(1)لأنها كانت ذات نقوش وأمر بالأنبجانية وهو كساءٌ سادة ليس فيه أعلام وقال عليه الصلاة والسلام لعائشة (أميطي عنا قرامكِ فإنه لا تزال تصاويره تعرض علي في صلاتي) (2) متفقٌ عليه, وفي رواية عند البخاري (فأخاف أن تفتنني) (3)وقال عليه الصلاة والسلام في حديث أبي داود أنه عليه الصلاة والسلام قال: (إني نسيت أن آمرك أن تستري قرني الكبش فإنه لا ينبغي أن يكون في قبلة المصلي شيءٌ يشغله) (4), حديثٌ جيد فهذه ربما تشغل الإنسان في صلاة فاتخاذها على هذا الوجه زينة والزينة تنافي حال المصلي, كذلك نفس الكعبة ألا هي ليست زينة إنما تصلي إليها الإنسان وهي قبلة المسلمين, فهذا هو الأولى والأحوط لكن كونه مكروه الله أعلم هذا يحتاج إلى نظر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه البخاري (752) ، ومسلم (556) (61) ،
(2)أخرجه البخاري (5959) .
(3) أخرجه البخاري (373)
(4)أخرجه أبوداود (2030) .