• تاريخ النشر : 30/05/2016
  • 218
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

يقول السائل: هل يجوز ختام نهاية العام بصيام أو تخصيصه بتوبة أو استغفار؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; تخصيص يوم بعبادة على قصد التخصيص أو تخصيصه مثلاً بصوم هذا من البدع ويكون بدعة إضافية إذا كانت هذه العبادة لها أصل في الشرع كالصوم، والذكر ثم تأتي أنت إلى هذه العبادة فتقيدها، نقول هي مشروعة بأصلها لكن هذا القيد جعلها بدعة. لكن ليست بدعة حقيقية، بدعة إضافية بدعة من جهة أنك جعلتها مقيدة بهذا الوقت، بهذا الزمن؛ لأن الذكر مشروع، الصوم مشروع، الاستغفار مشروع، التوبة مشروعة، كونك تخصص هذا اليوم بهذه العبادة هذا الأصل وخاصة إذا كان على مثل هذا الوجه وهو تخصيص نهاية العام.
فما يتداول وما يحصل عبر مواقع التواصل ونحوها مما يحصل به مثلاً وصية بمثل هذا، هذا لا أصل له وهو نوع من البدع الإضافية لأن النبي- عليه الصلاة والسلام- قال:" مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا، فَهُوَ رَدٌّ". ثم أيضاً هذا يفضي بعد ذلك إلى المداومة وتعظيم هذا اليوم، وإذا كان النبي- عليه الصلاة والسلام- نهى عن تخصيص يوم الجمعة بصيام وليلته بقيام مع أنه يوم له فضله؛ ولهذا من العلل المذكورة في هذا أنه يخشى أن يُزاد في التعظيم حتى يبالغ، وقاعدة الشريعة النهي عن الغلو في الشيء الذي له عظمة في الشريعة؛ ولهذا النبي- عليه الصلاة والسلام- قال:" لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ".
الأشياء التي لها مكانتها وعظمتها في الشريعة نهي عن المبالغة فيها ومن أسباب ذلك خشية الغلو في هذا؛ ولهذا إذا كان الشيء له أصل في الشريعة من جهة فضله وتعظيمه فكيف إذا لم يكن له أصل؟ فهو من باب أولى أن ينهى عن ذلك لأجل هذه العلة، ولأجل أيضاً أنها في الأصل ليست مشروعة. صم الصوم مشروع مطلقاً وجاء تخصيص بعض الأيام أما الاستغفار والتوبة في كل عمر العبد. ثم هذا يفضي أيضاً بالإنسان إلى أن يضعف عن الذكر وعن الاستغفار والتوبة حينما يتعلق الاستغفار بهذا الوقت. والنفوس تجري أحياناً على العادات وتتعلق بالعادات تعلقاً شديداً حتى تضعف؛ ولهذا أهل البدع من أضعف الناس في باب السنن، لا تجد لهم قوة بل يكرهون السنن، لماذا؟ لأنها غلبت عليهم البدع، فهم حينما غلبت عليهم البدع جعلوا البدع عوضاً عن السنن، لأن الإنسان إذا تغذى بالغذاء الفاسد ضعفت نفسه عن الغذاء الطيب. هكذا إذا تعود العبادات المبتدعة فإن نفسه لا تأنس بالعبادات الصحيحة، هكذا أيضاً هذا الباب حينما يقبل على مثل هذا العمل الذي لا أصل له ربما نفسه تتعلق به تعلقاً يضعف يعني زاد هذه البدع يضعفه عن العمل المشروع المطلوب.
ثم هذا العام الهجري ليس من عهد النبي- عليه الصلاة والسلام-، إنما وقع في عهد عمر- رضي الله عنه- لما وقع في قصته مع أبي موسى المشهورة حينما كتب له، وكتب له التاريخ والشهر، قال ما هو الشهر الذي مضى الشهر الذي أتى، ثم بعد ذلك اتفقوا على أن يجعلوا بداية العام من محرم ونهايته حينما يأتي الناس من الحج فالغالب أنهم يصلون في نهاية شهر ذي الحجة من كان قريباً منهم؛ فلهذا جعل نهاية شهر ذي الحجة وهو نهاية العام وبداية المحرم هو بداية العام الجديد وقيل غير ذلك من العلل.


التعليقات