• تاريخ النشر : 04/01/2017
  • 427
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1436
السؤال :

يقول السائل :

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; طالب العلم كغيره إن كان داخل في الآية التي فيها أصناف بالزكاة فيعطى. يقول عز وجلَّ: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ﴾([1]) إن كنت واحدًا من الأصناف الثمانية، وصف طالب العلم ما يغير هذه الأصناف فالمعنى وجود هذا الأصناف. فقد يكون الفقير طالب العلم، وقد يكون المسكين طالب العلم وهكذا سائر الأصناف الأخرى إنما أن تكون على هذه الأصناف. وقد يكون سؤاله أنه طالب علم مثلًا يحتاج إلى مال ليشتري كتب طالب العلم مثلًا لا يتفرغ لكسب العيش يريد أن يأخذ المال ويتفرغ لطلب العلم هذا لا بأس به، وإن كان الأولى بطالب العلم أن يتعفف وأن يكف يده هذا هو الأولى، وليجتهد في طلب الرزق والتكسب يجتهد مهما أمكن هذا هو الأكمل والأحسن في حقه، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: « لأن يأخذ أحدكم أحبله ويحتطب خيرٌ له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه»(2)، وإن كان طالب العلم لا يصنع هذا إنما من باب الحث على العمل وإذا لم يمكن الجمع ينهما فلا بأس أن يأخذ الزكاة؛ من أجل كتاب يحتاج إليه لكن لا يأخذ الزكاة في كتاب لا يحتاج إليه إذا كان مثلًا الكتاب لا يحتاج إليه فلا يجوز له ذلك.مثل: إنسان عنده نسخة مثلًا من فتح الباري أو نسخة من التمهيد لابن عبد البر يقول: عندي النسخة هذه لكن أن أريد نسخة مجلدة، أريد نسخة مطبوعة، أريد نسخة مصورة.نقول: لا تأخذ من الزكاة مادمت حصلت كفايتك بهذا الكتاب فلا تصرف الزكاة في هذا؛ لأنه لست في حاجة إليه إنما تأخذ ما تحتاج إليه. وكذلك لو كان يحتاج للزكاة من أجل أن يذهب إلى حلاق العلم أو محتاج الزكاة لأن يشتري سيارة لطلب العلم فلا بأس من ذلك؛ ولهذا ثبت في الحديث الجليل عند أبي داود: أن رجلٌ شكا أخاه إلى النبي عليه الصلاة والسلام أحدهم يحترف (يكتسب)، والآخر يحضر مجالس النبي عليه الصلاة والسلام، والآخر يحترف يكتسب وينفق على أخيه فشكا المحترف أخاه إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وأنه لا يحترف مثله، وأنه هو الذي ينفق عليه قال النبي عليه الصلاة والسلام: «لعلَّك ترزق به»(3). هذا الحديث فيه دلالة على أن من تفرق لطلب العلم، وله من يكفيه المأمونة لا بأس بذلك وإنه لا يعاب بذلك، وهذا نصٌ من أقاويل النبي عليه الصلاة والسلام. وذكروا عن بعض أهل العلم أنه كان من كبار أهل العلم وله من يتكسب  ويقوم عليه وكان شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كان أخوه عبد الله يقوم عليه بأموره كلها في طعامه وحاجته كان يقوم على أموره كلها حتى من المبالغة في هذا ذكروا أن بعض العلماء نسيت اسمه الآن هو مذكور في ترجمته يضرب العلم رحمه الله ، وكذلك أن يشتغل بشيءٍ عنه في تقريب الأوراق والنظر، وكانت أخته تلقمه الطعام لقمةٌ لقمة وهو ينظر ويقلب كتب العلم وصفحات العلم.   

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ([1])[التوبة:60]. (2) أخرجه البخاري (1471). (3)عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ أَخَوَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ أَحَدُهُمَا يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْآخَرُ يَحْتَرِفُ، فَشَكَا المُحْتَرِفُ أَخَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ" . أخرجه الترمذي (2345). وقال الترمذي:هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.


التعليقات