يقول السائل : ما حكم صدقة من نية عن الفقير إن كان لا يعلم؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الصدقة يتصدق الإنسان عن نفسه، أما الصدقة عن الفقير أو غيره يتصدق عن نفسه لكن أنت إذا أردت أن تتصدق عليه فتصدق عليه أما أنك يعني تتصدق عنه تجعل هذه الصدقة عنه الله أعلم يعني يتصدق عن شخص ولا يعرف من يتصدق عنه نعم عن الغير وليس عن الفقير يعني المقصود المعنى واحد يعني الفقير فرد من أفراد الغير، يعني الصدقة عن غيره مما تقدم الله أعلم يعني لا بد أصل النية لابد منها في الصدقة ليس أن يتصدق أما إذا كان أراد بذلك أنه يتصدق ويثوب الصدقة عن غيره هذا محل بحث، بدأ بحث من جماعة من العلم أنه لا بأس لإنسان أن يقول: نويت أن يقول مثلًا: يقرأ القرآن مثلًا، وينوي تثويبه عن غيره أو الذكر ينوي تثويبه عن غيره، ويقول: نويت هذا الثواب نصف هذا الثواب، ربع هذا الثواب، وفي هذا نظر في الحقيقة، لأنه يتصدق عن غيره بمعنى أنه ينوي أن يكون له الأجرين لكن قد يكون لفرد بينما إذا عمل العمل قرأ القرآن بنية أن يكون عن غيره هذه صورة أو قرأ القرآن بالنية عنه هو ثم بعد ذلك نوى أن يجعل الثواب لغيره هذه الصورة الأخيرة هي التي ذكرها الحنابلة وغيرهم لكن الصورة الأولى الله أعلم ما أدري من ذكر الصورة الأولى وهو من ابتداء أن ينوي هذا العمل يقرأ القرآن بالنية عن الغير ثم هذه الصورة في الحقيقة لا أصل لها، ولا دليل عليها يعني المشروع في الحقيقة أن تدعو له بظاهر الغيب هذا أعلى وأعظم هذا الذي ثبت؛ دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة(1) فكيف نعمد إلى أمر لو قيل لا بأس فليس هناك دليل بيِّن عليه، الدليل البين هو أن تدعو لغيرك، والذي نجاهم اليوم أن تنفعهم بالاستغفار، أما أن تعمل العمل أنت وتهديه لغيرك هذا بالعكس تحرم نفسك، الله خاطبك وأمرك ونهاك أن تعمل، أما غيرك فأنت المشروع في حقك الدعاء الإحسان له هذا المشروع أما كونك تعمل العمل وتنويه له أو تعمل العمل لك ثم تثوبه عن غيرك هذا الذي يظهر أنه غير مشروع؛ ولأن هذه المسألة أيضًا يكثر عنها السؤال وهو نية العمل عن الغير مهما كان هذا الغير قريب، غني، فقير عن غيرك على العموم عن غيرك، وكثير من الناس اليوم ربما يفعلونها ، وبعض أهل العلم يفتي بجوازها ويقول: لا بأس بها والمسألة مثل ما ذكرت تحتاج إلى دليل واضح، والذي يظهر من الأدلة هو ما تقدم وهو في الحق يجمع المصلحة التي تريدها من إحسانك لأخيك؛ ولهذا أم الدرداء –رضي الله عنها- قالت لزوج ابنتها حينما قال: إني أريد العمرة فقالت: (لا تنسنا من دعائك) (2) أمرته أن يدعوا لها.فقد يحتج بمثل هذه المسألة؛ لأن أم الدرداء هذه هي (خيرة) ليست هجيمة التابيعة روت عن أبي الدرداء قالت: فإن سيدي أبا الدرداء حدثني أن الرسول –صلى الله عليه وسلم –: «دعوة المسلم لأخيه بغير ظهر مستجابة ملكٌ موكل يقول: آمين ولك بالمثل» (2) نعم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم (2732) (86).
(2) لم أقف عل حديث أم الدرداء، بل عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّهُ اسْتَأْذَنَهُ فِي الْعُمْرَةِ فَأَذِنَ لَهُ، وقَالَ: " يَا أَخِي، لَا تَنْسَنَا مِنْ دُعَائِكَ " وَقَالَ بَعْدُ فِي الْمَدِينَةِ: " يَا أَخِي، أَشْرِكْنَا فِي دُعَائِكَ ". فَقَالَ عُمَرُ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، لِقَوْلِهِ: " يَا أَخِي ". أخرجه أبو داود (1498) والترمذي (3562) وابن ماجه (2894) والطيالسي (10) ، وابن سعد 3 / 273 والبزار (119). وقال الترمذي: حسن صحيح.
(3) أخرجه مسلم (2732) (86).