• تاريخ النشر : 31/07/2016
  • 763
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول : رجل ساهم في مشروع فلل للبيع، فهل يجب عليه الزكاة قبل عرضها للبيع؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; المساهمة في المشاريع مادام المقصود بها التجارة فالزكاة واجبة، والمشاريع تختلف: قد تكون مشاريع مضاربة، وقد تكون مشاريع المقصود بها النماء، فإن كان هذا المشروع نماء؛ يعني عقار يؤجر فالزكاة في قيمة الإيجار، وإن كان مشروع تجاري في بناء بيوت لبيعها مثل ما يبنى من البيوت، و الفلل ثم تباع، فهذه هل فيها الزكاة أو لازكاة فيها حتى تباع؟ هذه من المسائل التي وقع فيها خلاف:قيل لازكاة فيها حتي يبيعها، ثم هل الزكاة إذا باعها واستلم مبلغ أو إذا استقبل الحول؟ مثل إنسان ساهم في مشروع بناء فلل وبيوت، واستغرق المشروع أربع سنوات، وبيعت بعد أربع سنوات، واستلم المال.قيل لا يزكي إلا إذا استلم، وهل يزكي ينزل منزلة الثمر الذي حصده، مثل قوله:{وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}([1])  أو يستأنف الحول،أو يزكي كل عام؟ الأظهر والله أعلم أن يزكي كل عام هذا هو الأقرب، وذلك أنه حين يساهم إنسان في مشروع قصد في ذلك البيع والشراء، وهو لم يقصد نماء هذا المشروع، إنما قصد بيعه فهي كالعرض الذى يذهب ويأتي، فلو ساهم إنسان مثلاً في بناء بيت، واستغرق سنتين فإنه يقوم السنة الأولى إن كان خاصاً به،أو إن كان شريكًا يقوم حصته من هذا البيت؛ يعني هو لو كان بناءه هذا لم يكتمل لازال خرسانة يعني، فيقوم بما يساوي بيعه،* والعام الثاني كذلك يقوم بما يساوي، وهكذا؛لأنه في الحقيقة مقصود بيعه، ويمكن أن يباع، ولو قيل كما قال بعض أهل العلم لا تلزم الزكاة؛ للزم أن يزكى المال القليل، ولا يزكى المال الكثير.فلو كان ماله هذا الذي ساهم به موجود عنده في البنك مرصود، ولا نماء فيه؛ نقول: يزكي كل عام، ولو دخل به في مشروع فنمى وزاد لو قلنا لابد أن يزكي فكيف يكون هذا؟ هذا خلاف معنى الزكاة، إذا كان يزكي إذا كان غير نامٍ، كونه يزكى إذا دخل في مشروع، هذا المشروع نمى فيه المال؛ فإنه من باب أولى أنه تجب فيه الزكاة، وهو في الحقيقة معروض للتجارة، وليس كماله الذي يملكه. بعضهم يقول أنه مثل: السيارة التي يريد أن يبيعها بعد سنة، أو البيت الذي يريد أن يبيعه بعد سنتين ليس فيه زكاة، أقول: لا، سيارة خاصة لا زكاة فيها، لكن لو صار عنده سيارات للتجارة، بيوت للتجارة، وهو يعرضها للبيع، لكن سوف يبيع بعد سنة؛ لأنها بعد سنة سوف ترتفع الأسعار، وعرضت للبيع، ويمكن أن تباع، لكن أجلها لسنة لعلمه أنه سوف يزيد يزكي عن السنة هذه، والسنة التي بعدها، بخلاف السيارة التي يملكها وسيبيعها بعد سنة، بيته الذي يسكنه وأراد أن يبيعه بعد سنة هذا لا زكاة فيها، فرق بين هذا وذاك.


[1]سورة الأنعام، الآية: 141


التعليقات