آتي العمرة كل عام، ويقول البعض لماذا لا تتصدق بالمبلغ الذي تذهب به للعمرة على الفقراء في بلدك، فهل الأفضل أن أتصدق للفقراء في بلدي أو آتي إلى العمرة ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
القرب في الحقيقة بحسب المصالح، فالعمرة فيها نفقة وفيها عمل بدني، والصدقة فيها نفع متعدي ، والترجيح في هذا بحسب الأصلح فإذا كان هناك أقارب أو هناك فقراء من أهل بلدك محتاجون فحاجتهم مقدمة في هذه الحالة، الصدقة على المسكينة صدقة، وعلى القريب صدقة وصلة(1) كذلك إذا كان ليس قريب ولكنه محتاج شديد الحاجة فيرجح من هذا الوجه، وأنت عندما تنوي العمرة ونيتك صادقة في هذا، تنوي الجهاد تنوي أنواع الخير ومنعك منها عمل آخر وتود أن تحصل هذا والله يعلم نيتك ورغبتك يكتب الله لك ما نويت ويكتب الله لك ما عملت، ويرجى أن يحصل لك هذا وهذا، وربما تقول لا يمكن أن بين الصدقة والعمرة، بين الصدقة والجهاد، بين الصدقة والحج نقول توازن، فإن ترجح أحدهما ربما يكون نفع للمتعدي أفضل وقوله إن النفع المتعدي أفضل، هذه ليست قاعدة، وليس نفع المتعدي أفضل على الإطلاق، لكنه في بعض الأحوال يكون أفضل من بعض الأعمال، فإذا وازن وترجح عنده هذا فلا بأس سواء كان حج أو جهاد أو عمرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عن سلمان بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة" أخرجه النسائي رقم 2582)) وابن ماجة رقم )1844) وأحمد في المسند رقم 15794)) وابن خزيمة في صحيحه 1933)) وابن حبان في صحيحه 3344) ) وصححه العلامة الألباني في صحيح الجامع: 3858)).