يقول السائل : ما حكم الاشتراك في الأضحية وما كيفية ذلك؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الاشتراك في الأضحية إن كان اشتراك الرجل وأهل بيته بأن يشركهم هذا لا بأس به بلا خلاف أن يدخلهم معه وهم داخلون معه والأضحية لهم وهو الذي يمتنع من أخذ الظفر والشعر والبشرة في حديث أم سلمة(1) وأهله زوجه وأولاده لا شيء عليهم إلا من أراد أن يضحي منهم فكل من ضحى من أهل البيت فمعه أهل بيته ولو كانوا مائة كما في حديث أبي أيوب(2) وأنها تكفي الرجل وأهل بيته يضحوا بالأضحية أو الأضحيتين وكذلك أيضًا يدخل في أهل البيت الجماعة لو أن جماعةً سافروا واجتمعوا في مكانٍ واحد طعامهم واحد أو كانوا ليسوا مسافرين في الحضر أناس يعملون في دراسة في عمل ليسوا في بلدهم هم مجتمعون في دارٍ واحدة وسكنهم واحد في بيتٍ واحد في شقة واحدة في غرفة واحدة طعامهم وشرابهم فهل لهم أن يضحوا بأضحية واحدة نقول: لهم أن يضحوا لأنهم بمثابة أهل البيت الواحد ولو كان كل واحدٍ منهم له بيتٌ مستقل إلا إذا أراد أن يضحي كل واحدٍ منهم عن نفسه وعن أهل بيته فإذا أرادوا أن يجتمعوا في أضحية واحدة فلا بأس لأنهم بمثابة أهل البيت الواحد، وقد روى أحمد في حديث بسنده ضعف وذكره ابن القيم رحمه الله أن جماعةً أو رفقةً في سفر أدركهم عيد الأضحى فاشتروا أضحيةً وهم سبعة فأخذ رجلٌ بأذن وأخذ رجلٌ بأذن وأخذ رجلٌ برجل وأخذ رجلٌ برجل وأخذ رجلٌ بيد وأخذ رجلٌ بيد كم هم هؤلاء؟ ستة والآخر أمسك بها وذبحها سبعة فجازت عنهم(3) الأضحية فأخذ من هذا وذكر ابن القيم رحمه الله أنه لا بأس بالرفقة أن يجتمعوا على أضحية أما أن يشترك أهل بيتين منفصلين في أضحية واحدة فهذا لا يشرع عند جماهير العلماء أما إذا كانوا في بيتٍ واحد يعني رجل وأولاده معه وهم مجتمعون في دارٍ واحدة طعامهم واحد واجتماعهم واحد ولو كانوا أكثر من عائلة فضحى فالأقرب والله أعلم أن لا بأس أن يشتركوا في الأضحية لعموم الأدلة في أهل البيت.