يقول السائل : ما الحكم إذا كان العرف جاري بالمعانقة عند اللقاء وهم لا يتعبدون بها فهل تكن غير مشروعة؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
المعانقة تكون عند السفر أو طول للغيبة هذا هو الأولى والأحسن، لكن إذا جرى عادة الناس بهذا فلا شيء فيه من باب المباحات ليست من العبادات التي تحرم بل من باب المباحات مادام أنه يحب ذلك وتحبه، إنما لا ينبغي التكلف بعض الناس كلما لقي أخاه عانقه هذا ربما تشق على نفسك وتشق على أخيك أو ربما تدخل مجلس فيه جمع كثير فيعانقهم جميعًا فيشق عليه، ولم ينقل عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا عن أصحابه أنه كان إذا دخل عليهم صافحهم، ولهذا السنة حينما تدخل مجلس أن تسلم كما كان الصحابة أما أن تقيمهم مثلا تصافحهم واحدا واحدا فالسنة هو السلام كما قال جابر بن سمرة رضي الله عنه "كان أحدنا إذا كان انتهى إلى المجلس سلم وجلس حيث ينتهي به المجلس"(1) هذا هو السنة.لكن إن كان عادة عندهم هم لا يتضايقون منها الداخل يصافح لا بأس بها، ويستثنى من ذلك حينما تكون في المناسبات والدعوات العامة التي قد لا يجتمع فيها إلا بعد زمن طويل، مثل المناسبات الحولية، أو الفصلية أو الشهرية، ونحو ذلك فهذه قد يعتاد فيها مثلا المصافحة ويعتاد فيها المعانقة فلا بأس مادام اعتدوا وجرى ذلك بينهم.والنبي ورد أنه عانق بعض أصحابه لأن الشيء يجري على المحبة والنبي عليه الصلاة والسلام، لكن هذا خاص في أهله قد يبن أنه صدق المودة والمحبة لا بأس كما في حديث عائشة قالت رضي الله عنها "ما رأيت أشبه هديا ولا دلا، ولا سمتا من فاطمة رضي الله عنها كانت إذا دخل النبي عليه الصلاة والسلام قامت إليه فقبلته وعانقته ، وإذا دخلت عليه قام إليها وقبلها وعانقها، وكذلك إذا دخل عليها قامت إليه وعانقها وقبلها"(2) هذا فيه إشارة إنه حينما يكون هناك فيه شدة في المودة ومحبة لهذا الشيء أنه لا بأس من ذلك من جهة ما يحصل بين الرجل ومحارمه لكن هذا في باب العناق والمصافحة، دون مثلا قبلة مثلا لا تكون على الفم ونحو ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه أبو داود (4825) ، والترمذي (2725) ، والنسائي في "الكبرى" (5899) ، وأبو يعلى (7453) ، وابن حبان (6433) ، والطبراني في "الكبير" (1951) ، والبيهقي في "الشعب" (8242) ، وفي "السنن" 3/231 ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب،
(2)أخرجه أبو داود (5217) والترمذي (4210)، والنسائي في "الكبرى" (8311)،
وهو في "صحيح ابن حبان" (6953).