الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; هذه قولة منكرة، ولا يجوز للمسلم أن يدعو عنها نفسه. قال عليه الصلاة والسلام: «لا تدعو على أنفسكم، ولا على أولادكم أن توافقوا من الله ساعةً يستجيب لكم»(1)، وإن كان بعض الناس حينما يطلق هذه الكلمات قد يكون قصد بها أمورًا أخرى حينما يكلم غيره لكن قد عُلم أن الألفاظ التي تحتمل هذا ولا هذا فإن كانت على مثل هذا الوجه هو الدعاء على النفس. فالأظهر أنه لا يجوز للإنسان ذلك، ويشتد الأمر إذا كان على غير سبب.أما حينما يحصل خلاف مثلًا: للرجل مع أولاده أو مع أهله فيشتد غضبه فنُهي عن ذلك، ومن أهل العلم من يقولوا: إنه مكروه، ومنهم من يقول: إنه محرم، والنبي نهى عن ذلك، وقال أنس في الصحيحين: «لا يتمنين أحدكم الموت لضُرٌ نزل به»(2)، ومثل الذي يقول هذه العبارة. هذه العبارة شديدة، ولو أصابته هذه الدعوى لهلك والعياذُ بالله فلا يجوز مثل هذا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه مسلم (3009). (2) عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي " أخرجه البخاري (6351). و مسلم (2680).