الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;  لا ما تكون كاذبة لا بأس، هذه يسميها العلماء التورية، والتورية بدون حلف تجوز. لكن أختلف العلماء فيما إذا كانت بالحلف هل تجوز أو لا تجوز؟ وعن أحمد في هذا خلاف، هو على هذا يحتاج إلى الحلف في التورية إلا حينما يكون هناك يضيق به المقام، فيحلف يوري. أما الأصل أن تكون التورية بلا حلف، وهذا حينما لا يتوجه إليه الحق من الحقوق. أما إذا كانت التورية يتسبب عليها أو بها ترك حقٍ واجب أو وقوعٍ في محرم فهي محرمة. وإن كان لأي الوقوع في مكروه أو ترك مستحب فهي مكروهة. وإن كانت في أمرٍ مباح أو لأجل تحصيل أمرٍ مباح فإنها مباحة في صورة ومستحبة فيما إذا كان من يتصل يشغل الإنسان عن بعض مصالحه وأموره فلا مانع من التورية، والنبي جاء عنه أخبار عدة في باب التورية. والإمام أحمد -رحمه الله- ورى يعني في قصةٍ مشهورة أن رجلًا طرق الباب على الإمام أحمد وعنده مهنا بن عبد الحميد، وهو أحد تلاميذه، وكان مهنا لا يريد أن يقابل هذا الشخص، ربما لسبب من الأسباب، فخرج الإمام أحمد -رحمه الله- فقال: أريد مهنا، يسأل ويقول: أريد مهنا، هل مهنا موجود؟ يقول: ليس موجود عندي، قال: هذا مهنا ليس هاهنا، وماذا يصنع مهنا هنا؟ يعني يقصد الإشارة بأن ليس في كفي، وهذا نوع من التورية، وهذا إن احتيج إليه فلا بأس، مثل إنسان مثلًا يأتي يطرق الباب عليك أو يتصل فيأمر مثلًا ولده ابنه أو ابنته مثلًا بأن يقول: ليس موجود عندي، وهو لمصلحة، لمصلحة شرعية فلا بأس من ذلك.أما إذا كان لغير ذلك ويعني إنسان يريد يستفيد وما أشبه ذلك السيارة أو نحو ذلك، ولا ضرر عليك ولا مشقة في هذه الحالة عليك أن تستجيب له، وأن تجيب مكالمته واتصاله نعم.