أريد أن أتزوج بفتاة وترفض والدتي بسبب مستواها المادي فماذا أفعل؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
زواج الرجل بالمرأة مهما كان مستواه وكان مستواها لا بأس به ، مهما كان موقعه الاجتماعي وموقعها الاجتماعي، على الصحيح من قولي أهل العلم وهو قول مالك، أن العبرة بالدين {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}(1). فالنبي عليه الصلاة والسلام زوج مولاه زيداً زينب بنت جحش، وأمر زوجها زيد ين حارثة أن يمسك عليه زوجه لما جاء يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في طلاقها، { أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ }(2). وأمر فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، فقال: «انكحي أسامة»(3). وهو حب النبي عليه الصلاة والسلام وابن حبه، والحديث ثابت في الصحيحين، وكذلك قصة زواج زينب رضي الله عنها في كتاب الله عز وجل ، لكن هناك أمور لابد أن يراعيها الرجل، فقد يتزوج الرجل امرأة لا تناسبه وهي قد تكون أرفع منه في المستوى إما تعليم أو في المقام في أمور الدنيا، فلا تستقيم أحواله معها، لأن المقصود من الزواج هو الألفة والدوام بينهما، فإذا تحقق ذلك وتيسر فالحمد لله، وعليه أن يأخذ مشورة والده ووالدته في هذا الأمر فإذا كان أهل المرأة ليس عندهم مانع خاصة إذا كان هم الذين طلبوه ونظرتهم ليست نظرًة مادية إنما نظرتهم نظرة شرعية، يقولون هذا رجل تقدم إلينا من أهل الدين والأمانة فلا ننظر إلى مستواه فيما يتعلق بمستواه من جهة الناحية المادية أو تعليم ونحو ذلك، فهم يرغبون فيه لخلقه أو لدينه أو لعلمه ونحو ذلك.فهذا لا شك نظر عظيم ومعنى من المعاني التي يحصل، معها التوفيق، والرجل يبين لوالدته الأمر ويشرح لها الواقع وخاصة إذا حصل توافق بينهما فهذه أمور لابد أن تراعى حال الزواج، ويستشير ويستخير وينظر في الحال، في هل يمكن أن تستقيم حاله معها أو لا تستقيم، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يدله على الخير .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة: الحجرات ، الآية (13).
(2) سورة: الأحزاب ، الآية (37).
(3) ) أخرجه مسلم رقم (1480).