تقول : من أخطأت قبل الزواج هل تخبر من يتقدم لخطبتها بذلك ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
لا تخبر بذلك، وعليها أن تستر على نفسها بل ما دام تابت والحمد لله، والرجل إذا تزوج المرأة فهي مأمورة بأن تستر على نفسها وأن لا تخبر.
أنا أقول في الحقيقة من هذا المكان لا ينبغي للمرأة ولا للرجل إذا وقع في الفاحشة أن يتصل ويخبر أحدا، لا شك البعض يتصل بشدة لما في قلبه من الخير والتوبة، لكن الأولى هو ستر الإنسان نفسه، وإن أصر فلا بأس أن يسأله سؤال خاص لبعض من حوله لا يتصل اتصال عام عبر الفضائيات، وأنا فعلت كذا وأنا فعلت كذا، لكن الحمد لله إذا ستر الله العبد فعليه أن يستر نفسه، ولا يخبر خاصة عبر الفضائيات، وربما الناس يفعله وهو لا يريد إلا الخير، فعلى هذا نقول مادامت تابت ولله الحمد فعليها أن تستر نفسها، وعليها أن لا تخبر أحدا لا من بعيد ولا من قريب، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: «إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها الحد، فإن زنت فليجلدها الحد، ثم قال: فليبعها ولا يثرب عليها»(1) يعني وهي أمة إذا كانت الأمة التي هي ليست زوجة يعني سيدها لا يخبر بزناها وأنها زنت بل يبيعها ولا يخبر؛ لأنه ربما يكون فرط في تحصينها أو في تربيتها، فتقع في يد إنسان آخر يحصنها ويقوم عليها، فالزواج الذي هو أعظم، الزوجة التي هي أعظم وهي أبلغ من باب أولى أن تستر على نفسها وخاصة لعموم آيات الستر، ولهذا في الحديث الصحيح « أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفر لك اليوم»(2) فكل إنسان ستره الله في الدنيا سواء في زنا في خمر في أي أمر من الأمور عليه أن يستتر بستر الله، والمرأة هي أحق ما تكون في مثل هذا الأمر أن تستر نفسها، وإذا صدقت فإنه لو فرض أن الزوج أكتشف الأمر، فإنه يعني تطيب نفسه إن شاء الله خاصة حينما تقبل، ثم أيضا إياها أن تصرح بعضهم ربما بعدما يعني تتزوج يقع في نفسه حرج أنا ما أخبرت، لا إذا أبهم الأمر وتم سترك وستر الله عليكي حتى عن الزوج هذه نعمة عظيمة، وإياكي أن تلمحي أو كذا أو كذا واستتري بستر الله، وهكذا كل من وقع في هذا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه البخاري رقم (2234). ومسلم (1706).
(2)أخرجه البخاري في"صحيحه" (4685) ،