ما حكم صحة عقد النكاح عن طريق الهاتف؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
عقد النكاح عن طريق الهاتف في الغالب لا يستوفي الشروط، خاصة الشهادة كيف يفوت شرط الشهادة، ثم أيضًا قد يعتريه ما يعتريه من تقليد الأصوات ونحو ذلك لكن إذا ضبط الأمر وكان العقد تام الشروط بوجود الولي والزوج، وكذلك أمكن معرفة الشهود بأن يسمع كلٌ منهم الولي يسمع الشهود، فإن كانوا مع الزوج بجواره ويشهدون يسمعون كلامه، وكلام الولي، فهذا عند الحاجة لا بأس به، وعند عدم الحاجة، فالأولى ألا يعقد على هذه الصفة، لما فيه من المخاطر، وإن كان اليوم أيضًا عن طريق الانترنت قد يمكن رؤية صورة الشاهدين وكأنهما في مجلسٍ واحد، وبجملة إذا كانا محتاجين إلى ذلك، مثل يكون الزوج في مكان، والولي في مكان ولم يتيسر إلا ليعقد على هذا الوجه، فلا بأس.
مع أن الأولى في هذه الحال، وهو أسلم وهو صحيحٌ عند جميع أهل العلم أن يوكل الولي الزوج، بأن يعقد لنفسه على موليته، فيوكل الزوج فيقول: وكلتك في تزويج موليتي، فإذا وكله، في هذه الحلة يزوج نفسه في أي مكان بشاهدين يحضران، فيكون هو الولي، وهو الزوج.فيقول لمن يتولى نكاحها: قد زوجتك نفسي، أو قد تزوجتك بحضور شاهديه بهذا يصح النكاح بلا خلاف، والنبي -عليه الصلاة والسلام- وكل في النكاح، وكذلك المغيرة بن شعبة تزوج امرأةً هو وليها، هو أقرب الناس إليها هو وليها تزوجها، فهذا أسلم وأتم إذا لم يمكن إلا عن هذا الطريق، وهو جائزٌ حتى في حال الاختيار، لكن الطريقة الأولى لا بأس بها عند الحاجة.