• تاريخ النشر : 31/07/2016
  • 248
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول السائل : ما حكم التلفاز للأطفال في البيت ؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; التلفاز كغيره من الأجهزة، إذا كان الذي يرى في التلفاز أمور محرمة، هذا لا يجوز لا للصغار، ولا للكبار، ولا يجوز تذكيرهم به لأنه منكر، ثم أيضاً هذا تربية لهذا النشأ على أمرٍ منكر، إلا إذا كان يحتاط في وجود التلفاز، بأن يمنعهم من رؤية المحرمات، من المشاهد المحرمة، والموسيقى، ونحو ذلك، هذا لا بأس به، خاصة أن فيه الشيء الذي يكون ترويح للأطفال، فيستثنى من هذا ما يتعلق بترويح الأطفال، وقضاء الوقت، وربما الإنسان يقضي على بعض الأمور، التي لا يرضاها لنفسه دفعاً للمفسدة، خاصة أنه يريد أن يحفظ أولاده، و أهله، ولا يمكن أن يمنعهم من هذا الشيء، فقد يسكت عن بعض الأمور ويقدرها، وهذا أمر يعني فيه تفصيل، وكل إنسان أعلم بحاله، والمقصود أن عليك أن تربي أولادك على تقوى الله، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}([1]). وقال الله سبحانه: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً}[2]، وقال علي رضي الله عنه في قوله سبحانه وتعالى المتقدم قال: "علموهم وأدبوهم" (3) علموهم وأدبوهم في قوله {قُوا أَنفُسَكُمْ}(4)، تعليم وتأديب وتربية، فالإنسان يجب عليه أن يعترف بذلك، ويمنع أولاده من أمور محرمة بما يراه مناسب، مع الرفق والطمأنينة، وكما نعلم هديه عليه الصلاة والسلام، مع عموم الناس كيف كان يلفظ ، فالرجل مع أهله أيضاً  كذلك ،وخاصة الصغار "مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلا زَانَهُ ، وَلا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ إِلا شَانه"(5).( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أحمد في مسنده ، والبخاري في الأدب المفرد وابن ماجه (وقال عليه الصلاة والسلام: (إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق) (6)  ، ثم قال:  (مهلًا يا عائشة، عليك بالرِّفق وإياك والعنف والفحش) (7) صحيح البخاري . والله رفيق يحب الرفق سبحانه وتعالى، فالمقصود الإنسان يفعل ما هو أصلح لتربية أولاده.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ([1]) سورة التحريم، الآية: 6  ([2]) سورة مريم، الآية:55   (3) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 303)، وابن جرير (23/ 103)، والحاكم (2/ 494)، والبيهقي في "المدخل" (372). (4) سورة التحريم، الآية: 6 . (5)  أخرجه عبد الرزاق "20145"،ومن طريقه أخرجه أحم في المسند  (12689) والبخاري في "الأدب المفرد" "601"، والترمذي "1974" وابن ماجة "4185 (6) أخرجه البخاري في التاريخ (1/ 692)، والبيهقي في شعب الإيمان (6140)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (321). وقال في مجمع الزوائد (12649) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَرِجَالُه الصَّحِيحِ. وانظر صحيح الجامع  303 . (7) أخرجه البخاري (6024) ومسلم (2168).


التعليقات