الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;  هذا يكثر السؤال عنه والله أعلم. من أهل العلم من يمنع منه, ومن أهل العلم من يجوزه, لكن يُنظر إن كان استخدام الزيت من باب العلاج ربما يُقال بجوازه, وربما يُقال بمنعه، لأنه إذا كان من باب علاج زيت الحشيش، فالزيت إذا كان زيت الحشيش الذي هو المسكر من جنس المخدرات إذا كان من هذا الجنس, فإن الله «إنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَ أُمَّتِي فِيمَا حُرَّمَ عَلَيْهَا»⁽¹⁾ حديث صحيح فليس فيه شفاء، وإن كان من باب التحسين والتزيين فلا يجوز اتخاذ هذا الزيت المأخوذ من هذا المُسكر أو ما هو من جنس المخدرات في باب التحسين والتزيين؛ لأنه لم يُرخص إلا فيما كان موضع حاجة في التلطخ بالنجاسة، مثل ما ذكر بعض أهل العلم جواز التلطخ بدهن الخنزير خارج الجسد لدلك الجسد به, فهذا يعني نوع من الدلك. وإن قد يقال: ليس نوع من التداوي بالأكل والشرب, ويجوز التلطخ بالنجاسة عند الحاجة ومنه هذا الشيء, لكن هذا كله إذا كان من باب التداوي والعلاج. أما ما كان من باب التزيين والتحسين فلا يجوز كما تقدم.ثم سبق أن هذا يعني ليس تناولًا له, وليس أكلًا له؛ إنما من باب يعني دهن خارج البدن, والمسألة موضع نظر. ثم أيضًا ما ينبغي أن يُنبه أن هذا الحشيش يذكر بعضهم أنه موجود مغشوش ومركب من مواد فاسدة؛ من الجراك والتبغ ونحو ذلك, فهو ضار وينبغي الحذر منه على كل حال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ⁽¹⁾ عن أم سلمة رضي الله عنها عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : ( إنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَ أُمَّتِي فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْهَا). أخرجه ابن حبان في صحيحه(10/69)، والحاكم: المستدرك( 4/218)، وقال: صحيح على شرط الشيخين، والبيهقي في السنن الكبرى (5/1). قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم  " أخرجه البخاري في صحيحه معلقاً من كلام ابن مسعود رضي الله عنه في كتاب الأشربة . وأخرجه البخاري معلقاً (الفتح ،ج10/ص 78)