مصدر الفتوى :
فتاوى برنامج يستفتونك - قناة الرسالة
السؤال :

الأخ اليسع من السودان، يقول: تكثر في قريتهم طوائف، وسأل عن الدخول في مناظرات مع بعض المبتدعة، مع بعض المخالفين، ما توجيهكم يا شيخ؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; هذه المسألة في الحقيقة تحتاج إلى تفصيل، وأيضا تحليل، ومثل هذا ربما قد لا يتيسر بسط الكلام فيه، ثم يحتاج إلى مراجعة، ومعرفة مثلا من يناظر، الأصل المناظرة، وهذا أمر مطلوب، وربما يتعين أحيانا إذا غلبت المصلحة، وظهر أن المناظر يريد الحق، أما حينما يغلب على الظن أنه لا يحصل المقصود من المناظرة، وربما تتسع الدائرة، وتورد الشبهات، ومتى يكون الرد ضعيفا، ولا تحصل المصلحة مع كثير من الطواف، في هذه الحالة غلق الباب وسده  هو الأولى والأكمل، لكن الواجب هو بيان الحق، وهو بيان السنة، بيان الشريعة، ثم إذا ظهر ملبساً في هذه الحال لا يبين الباطل،  لكن لا تكن همة الداعي إلى الله، والعالم، ومن يبين الحق هو أن يبحث من يناظر،  الناس بحاجة إلى العلم، بحاجة إلى بيان الهدى  ونشر العلم، فإذا احتاج إلى أن يناظر ناظر، النبي عليه الصلاة والسلام في حياته و أصحابة لم تذكر مناظرات إلا في أحوال خاصة، مثل ما وقع مع اليهود الذين قدموا، وحصل ما حصل، إنما كان يدعو ويأمر عليهم بالدعوة، فهو لم يقل ناظروهم، في حديث بريدة،  وكذلك مع سائر الطوائف الأخرى، ثم أيضا من ذلك المناظرات تكون عبر الانترنت، أحيانا يكون فيها أمور فيها نظر، أو تنتشر أحيانا بعض الضلالات، القلوب تتعلق ببعض الضلالات، تتعلق ببعض البدع، والبدع لها أثر، وإن رددتها، وإن بينتها، وإن أبطلتها، ربما تعلق في النفوس، وقد يقول بعض الناس هذا صاحب حجة، وهذا صاحب حجة، كلا منهما على حق، لا يدري المسكين ولا يعرف، وربما بعض عامة الناس لا يفرقون، ولا يميزون، مع أن هذا يورد الدليل البين الواضح، الذي لا يجوز رده، فيأتي هذا المبطل، وهذا المخاصم، ولا يقبل عنادا ومكابرة، فالذي يسمعه يظن أن رده له رد عن بينة وعن علم، فيتشبث بقوله، مع أن الرد الذي رده كله مكابرة، كما يقع لكثير من فرق الضلال اليوم، من الذين يناظرون، إنما هي عند حال الضرورة لا بأس بها.


التعليقات