أم علي تقول: متزوجة وعندها ثمانية أطفال وحامل في التاسع، وتقول أنها تعبت من الحمل، ولاحظ أنها ليس فقط حمل، لكن حمل وتربية، هل يجوز لها أن تربط الرحم حتى تتوقف عن الإنجاب؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
والله أنا أقول تستعين بالله عز وجل، ومن استعان بالله أعانه، مادام أنها صحيحة، إن كانت مريضة، أو ضعيفة البدن جدا، أو عليها أمراض وأعراض ونحو ذلك،
المذيع: يا شيخ تسعة أطفال وحمل ورضاعة.
الشيخ: لعله يبلغ عشرين.
المذيع: بالتأكيد سيلحقها تعب.
الشيخ: أنا أسمع وأعرف بعض القصص، من نساء من أنفسهن، حملت ستة عشر بطناً في ستة عشر عاما، وزوجها غير مؤهل، ولازالت تريد الذرية، وتقول سعادتي في الأولاد، وغيرها كثير ممن يعاني، ولا يخفى علينا حديث علي رضي الله عنه في الصحيحين، الحديث طويل لكن فيه أن عليه الصلاة والسلام لما قال أن فاطمة قد كنست بيتها حتى أغبر ثوبها، وأخذت الماء حتى مجلت يدها، ونحو ذلك مما ذكر رضي الله عنه، وأنها تطلب خادماً، فقال عليه الصلاة والسلام: "ألا أدلكم على ما هو خير لكما من خادم"(1) في لفظ خارج الصحيح قال: "لا أعطيكم خادما وأتركه"(2)، لعله قال تطوي طموح ذلك، المقصود أنه قال ألا أدلكم على خير من خادم، والحديث فيه سبح له ثلاث وثلاثين، أنا أقول المسألة هذه تحتاج إلى معرفة الواقع من جهة الضرر، ومن مضاعفات حاصلة، هذا مبني على هذا الشيء، والحكم مرتبط بهذا المعنى، لكني من باب إرشاد في هذا الأمر، أقول إن كانت لديها قوة، ولازالت في شبابها، وتيسر لها أن المحافظة على بعض الأذكار والأوراد، وخاصة قول هذه الأذكار التي سبقت، تسبح ثلاثة وثلاثين، تحمد ثلاثة وثلاثين، تكبر أربعة وثلاثين، وقراءة ما تيسر، والاستعانة بالله عز وجل، النبي قال هي خير لكم من خادم، وذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن هذا الحديث وغيره أنه إذا صلى الفجر رضي الله عنه ورحمه كان يذكر الله حتى ترتفع الشمس، ثم يلتفت إلى ابن القيم رحمه الله بعدما ارتفع النهار يقول هذه غدوتي، هذه طعامي، ولو لم أتغدى يعني لخارت قواي، وهذا وفي الحقيقة قوة البدن من قوة الروح، والذي يحمل البدن ليس الرجلان، الذي يحمله الروح، إذا كانت الروح قوية، قوي البدن، لا يخور، ولهذا أنت ترى الشاب المصحح الأكول الشروب، تحضر مثلا صلاة، أو تدعو إلى خير، يكسل وينام، لكن إنسان كبير السن، تجاوز الثمانين، يقوم لصلاة الفجر بكل نشاط وقوة وذكر، لا يعهد عند كثير من الشباب، فأقول تستعين بالله عز وجل، وتنظر في حالها.
المذيع: في حال مثلا كانت شبهة الضرر من هذا الموضوع، هل يجوز لها أن تفعل؟
الشيخ: الله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)عن عَلِيٌّ، أَنَّ فَاطِمَةَ، اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِنَ الرَّحَى فِي يَدِهَا، وَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ، فَانْطَلَقَتْ، فَلَمْ تَجِدْهُ وَلَقِيَتْ عَائِشَةَ، فَأَخْبَرَتْهَا فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ إِلَيْهَا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا، وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا نَقُومُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَى مَكَانِكُمَا» فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمِهِ عَلَى صَدْرِي، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَا، إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا، أَنْ تُكَبِّرَا اللهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَهْوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ»، أخرجه البخاري (3113) ، ومسلم (2727).
(2) لم أقف عليه.