يقول السائل : شاب يقع في المعاصي بسبب عدم الزواج، وهو يحب العفاف والتقوى، ويحب الله ورسوله، هل أدعو ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾[القصص:24]؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يعفك، وأن يغنيك، وأن ييسر أمرك، فأجتهد في طلب الزواج، ولا بأس أن تقول: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾[القصص:24]، وهذا دعاء دعا به موسى -عليه السلام- ويشرع أن تدعوا بهذا الدعاء وتدعو بسائر الدعوات، وتسأل ربك، وتجتهد بما يعفك بغض البصر، وكذلك عليك بالصوم إذا خشيت على نفسك، كما قال علية الصلاة والسلام: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم، فإنه له وجاء»(1) وعند النسائي بسندٍ صحيح «من كان ذا طولٍ فليتزوج»(2).وهذا يبين أن"الباءة" المراد بها: مئونة النكاح ليست القدرة على الجماع، لأنه لو كان الجماع لم يقل، والذي ما يستطع يصوم لأنه لا يحتاج إلى أن يصوم، إنما من كان قادرًا عند مئونة الزواج من المال، فهذه تفسرها جملة «من كان ذا طولٍ»لكن من لم يكن ذا طولٍ، ويريد النكاح فاجتهد واسأل ربك أن يعفك، نسأل الله ذلك لك، ولشباب المسلمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه البخاري (5066) ، ومسلم (1400) (3).
(2) أخرجه النسائي في الصغرى (2243) ،