ما حكم تمثيل مشاهد القيامة كالصراط، ونحوه ؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
مشاهد القيامة من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وتمثيلها إدعاء بعلمها، وكيفيتها، ونعلم أن أمور الغيب من أحوال الآخرة، وتصويرها إدعاء للعلم بها، وأنه شاهدها، وهذا نوع كذب؛ لأنه لا يمكن علم إلا بالدليل من الكتاب والسنة، وإن كان من باب التمثيل في الحقيقة، لكن الذين تمثل هذا الشيء لا يحملون هم هذا الشيء، يعني حتى لو قيل بالجواز إن الذين يمثل هذا الشيء لا يحملون هذا التصور الذي تصورته أنت، وظننته أنت بل إنهم ينقلونه على أن هذا هو واقع القيامة، والصراط، ونحو ذلك، وربما أيضاً يهونوا من أمر الصراط، ويخففوا من وقعه في النفوس، والقلوب. والقاعدة في الأمور الغيبية أنه لا يأتي فيها التفصيل، ولذا نجد في علامات الساعة نجد الأخبار فيها مجملة غير مفصلة؛ لأن التفصيل فيها يوقع في اللبس، ولهذا جاءت مجملة فلا ينبغي التكلف في التفصيل، من باب أولى ما كان من باب أهوال يوم القيامة ، فحسب المؤمن التذكير فيه، وأنه يكفيه أن يتذكر، ومن أراد أن يعرف الحال فليقرأ القرآن كما جاء في أخبار معروفة : «مَن سَرَّهُ أن يَنْظُرَ إِلى يوم القيامة كأنه رَأْيُ عَيْن فليقرأ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}، و {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} »[1]، وجاءت عدة أخبار في هذا الباب، لكن المعنى أن من أراد أن يتذكر، ويعتبر فليقرأ القرآن، وليتدبر القرآن فأنه أعظم دال على هذا الشيء، ومذكر لأهوال الصراط، والنبي - عليه الصلاة، والسلام - ضرب أمثلة، وبين أمثلة فيها الكفاية، والشفاء، ومن زاد على ذلك فقد تعدى ما حده - عليه الصلاة، والسلام -، ومثل به - صلوات الله، وسلامه عليه - في بعض الأمثلة الدالة على مثل هذا المعنى ، نعم.