الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; قراءة القرآن من المصحف هذه هي السنة المنقولة وهي هديه صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه رضي الله عنهم، ومن بعدهم، أما في الأجر: لا شك أن نقول: إن ((مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، لاَ أَقُولُ {الْم}حَرْفٌ،وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ)) (1) ما معنى الحرف هنا؟ ما معنى ((من قرأ حرفاً))؟ طيب {الم} كم فيها؟ تسعة أحرف ولا ثلاثة أحرف؟ النبي قال: ((أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ))وألف كلمة، ألف: الحرف الهجائي هو الألف عليها الهمزة واللام هذه تُحكى باسمها، ولهذا نقول المراد بالحرف الكلمة، ليس الحرف الهجائي، المراد بالحرف هنا ((من قرأ حرفاً)) الكلمة على الأظهر، وبعضهم أجراها على الحروف: حرف الهجاء. فالمقصود أن الأجر يحصل له بالقراءة لأن هذا يحصل للقارىء ولو لم يقرأ من قرآن، لو قرأ عن ظهر قلب، النبي قال: ((مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ)) والنبي عليه الصلاة والسلام كان يقرأ عن ظهر قلب، وهكذا الإنسان يقرأ في صلاته، فالقراءة تحصل والفضل يحصل إذا قرأ عن ظهر  قلب، كذلك كفيف البصر يقرأه من غير كتاب، هذا لا إشكال فيه، لكن هل هناك فرق بين النظر في المصحف والنظر في الهاتف أو الجوال ونحوه؟ الله أعلم، هل هناك أجر؟ ورد حديث لا يصح: ((النظر في المصحف عبادة)) (2) يمكن أن يكون الفضل من جهة أخرى: أن المصحف له خصوصية وهو أنه لا يجوز أن يمس إلا على طهارة أما هذه الهواتف لا تأخذ حكم المصحف حتى ولو ظهرت الحروف بالشاشة، فمن جهة الجملة: الفضل حاصل بالمضاعفة أما الفضائل الأخرى فالله أعلم. وهناك حديث ذكره أهل الحديث، لكن في ثبوته نظر، "من أراد أن يحب الله ورسوله" يمكن من أثبت ما ورد "فليقرأ من المصحف" لكن قد يقال المصحف هنا من الصحف وليس المراد خصوص، يعني المعنى: فليقرأ نظراً، لا يلزم أن يكون هذا الشيء لمن يتصفح، ولهذا يُسمى النظر في صفحات الشبكة: تصفح، وهذا من الصفيحة، وهذا موضع بحث ونظر، بل حتى لو قيل بهذا: يمكن أن يدخل أو لا يدخل؟ موضع احتمال وبحث.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه الترمذي الترمذي(2910), وابن شيبة في المصنف (29933), انظر صَحِيح الْجَامِع: 6469 , والصَّحِيحَة: 3327
(2) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان(2046), وابن بطة في الإبانة الكبرى (214),