يقول السائل : ما حكم الختمة الجماعية للقرآن بمعنى أنهم يوزعون خمس نسخ من القرأن ويقولون اقرؤوا كل واحدٍ يقرأ جزءً ثم يتبعون التتمة و بعد عشرة أيام يختمونه. يختتمونه في آخر الجلسة، يقرؤون جماعةً بعد العصر؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
كتاب منوعات
السؤال:
الجواب: المقصود على هذا الصور، أن هذا لا يشرع، ولم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه، لم يفعلوا ذلك، المشروع الاجتماع على الذكر، يعني الاجتماع على قراءة القرآن، لا بأس، قال النبي عليه الصلاة والسلام: "اقرأ علي القرآن"(1)، من حديث ابن مسعود، وكذلك أن يستمع إلى قراءة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه(2)، هذه السنة، أنك تقرأ ويستمع الجماعة، يقرأ إنسان ويستمع الجماعة، هذه هي السنة.اختلف العلماء في قراءة الإدارة، هذه لم تنقل عن السلف، وقد ذكرها الشاطبي رحمه الله في الاعتصام، وذكر الشيء المختلف فيها، وقراءة الإدارة أن يقرأ هذا شيء ويقرأ هذا شيء، لكن لم يذكر الختمة، أما الاجتماع على ختمه بعد ذلك فهذا لا أصل فيه، نفس أصل الختمة موضع خلاف ونظر، إنما الذي لا بأس به الإنسان إذا ختم القرآن يجلسون ناسٌ من أصحابه وأهله لأنه ختم القرآن، لا بأس أن يجتمع هو وأهله وأولاده، وثبت هذا عن السلف رحمهم الله،(3) وما سوى ذلك فلم يثبت شيءٌ منه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَأْ عَلَيَّ القُرْآنَ»، قُلْتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ، قَالَ: «إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي» . أخرجه البخاري رقم (5050). ومسلم(247) (800).
(2) أخرجه البخاري رقم (5048). ومسلم(236) (793).
(3) أخرج ابن أبي داود - بإسنادين صحيحين - عن قتادة التابعي الجليل صاحب أنس - رضي الله عنه - قال: "كان أنس بن مالك - رضي الله عنه - إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا". وروى - بإسناده الصحيح - عن مجاهد قال: كانوا يجتمعون عند ختم القرآن يقولون: تنزل الرحمة؛ أ.هـ. رواه ابن أبي داود في كتابه المصاحف، وقال الحافظ: هذا موقوف صحيح؛ الفتوحات الربانية (3 / 244)، وانظر الأذكار للنووي (1/141).
وعن ثابت قال: كان أنس إذا ختم القرآن جمع ولده وأهل بيته، فدعا لهم. أثر صحيح: رواه الدارمي في السنن (2/560)، ورواه الطبراني في الكبير (1/242)، والبيهقي في الشعب (2/368(.
وعن الحكم عن مجاهد قال: إنما دعوناك أنَّا أردنا أن نختم القرآن، وإنه بلغنا أن الدعاء يستجاب عند ختم القرآن، قال: فدعَوا بدعوات.
أثر صحيح: رواه الدارمي (3432) (2/561)، وابن أبي شيبة (6/128)، والبيهقي في الشعب (2/368(.