• تاريخ النشر : 24/05/2016
  • 1813
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

أتمنى أحفظ القرآن فهل من نصيحة حتى أواصل الحفظ ؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; لا شك أن حفظ القرآن مرتبة عالية وشرف لصاحبه ومن حفظ القرآن فقد ارتفع ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث عمر عند مسلم : " إنَّ اللهَ يرفعُ بهذا الكتابِ أقوامًا ويضعُ به آخرِينَ"[1] ، والنبي عليه الصلاة والسلام أوصى بتعلم القرآن وحفظه والعناية به والتأمل به وقال : " خيرُكم مَن تعلَّم القرآنَ وعلَّمه " [2] ، ولا شك أن حفظه من أعظم أسباب التعلم . فأقول لأختنا الحمد لله هذه في الحقيقة نية وعزم من أفضل وأجل الأعمال فاستعيني بالله سبحانه وتعالى واجتهدي في هذا الطريق، واستعيني بمن يعينكِ عليه ثم أيضاً اجتهدي ألا ترهقي نفسكِ ولا تحملي نفسكِ شيئاً يشق عليكِ؛ لأن" أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل"[3]، هذا إذا  كان من أبواب الطاعات من باب العبادات عموماً، فكيف إن كان هذا في رأس العلوم وهو القرآن؟ فهو أولى بأن يجتهد اجتهاد لا يشق على الإنسان، وهناك طرق لتعلم القرآن ممكن للأخت أنها تسأل عنها أو أن تبحث عنها، ما هي أفضل الطرق ؟ وهنالك كتب وأشرطة والذي أوصيها به هو أن تحفظ كل يوم ما تيسر، وهذا يختلف إن كان لديها وقت كثير وتتفرغ له وعندها من يعينها ولديها حافظة قوية ففي هذه الحالة تأخذ قسطاً يناسب هذه الميزات وهذه الخصال فيه، فيمكن أن تأخذ كل يوم وجه ، إذا كانت تقول : أنا استطيع أحفظ كل يوم وجهين أو ثلاثة ، نقول إذا كنتِ تستطيعن أن تحفظي كل يوم مثلاً خمسة أوجه، فأقول: لا تحفظي خمسة أوجه ولا أربعة أوجه ولا ثلاثة أوجه؛ لأن عندما تستطيعين أن تحفظي ما لا يقل عن خمسة أوجه لو استمررتِ مثلاً في اليوم الثاني خمسة أوجه واليوم الثالث خمسة أوجه فإن الحافظة تضعف قليلاً وتكل وربما يحصل ملل، فأقول : خذي ثلث هذا القدر ، أو الشيء الذي يمكن فيه الاستمرار ، لا تأتِ وأنتِ كارهة لأن بعضهم ربما يكون في أول الأمر متحمس، ومعلوم كما ثبت في الحديث : " إِنَّ لِكُلِّ عملٍ شِرَّةً ، ولِكُلِّ شِرَّةٍ فترةٌ  "[4]، فلا يقيس الإنسان أيامه على اليوم الأول ، لا يقيس هذا من الخطأ بل ينظر للمستقبل وأنه سوف يكبر وسوف تكثر ارتباطاته ، فعليه أن ينظر مستقبل أيامه فيجعل هذا اليوم مقدراً بالأيام، ولذلك عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما كان في أول أمره في أشد قوته وشبابه ومتحمس لقيام الليل وحفظ القرآن وسأل النبي عليه الصلاة والسلام أن يختم القرآن كل ليلة وأن يصوم كل يوم ، النبي منعه عليه الصلاة والسلام(5) مع إنه قادر يستطيع كما يقول بعض إخواني وأخواتي أنا أستطيع أن أفعل كذا ، نقول : صحيح أنت تستطيع، لكن كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : " إن لربِّك عليك حقًّا، ولنفْسِك عليك حقًّا، ولأهلِك عليك حقًّا، فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه "(6)، والنبي أخبر ، أن عسى أن يمتد بك عمر فكذلك نقول : لأختنا وغيرها ، قد عسى يرجى ذلك أن يمتد بك طول العمر مع البركة والخير فتأخذين قدراً يمكن الاستمرار فيه ولو كان قليلاً ، والعمل الدائم هو المطلوب، وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ، فتأخذ وجهاً أو أقل من ذلك وتتذاكره حتى تحفظينه حفظاً متقناً ثم تأخذين الوجه الثاني وهذا يسهل بعد ذلك في المراجعة ويكون الحفظ قوياً.نعم.




[1] - أخرجه مسلم رقم (817) في صلاة المسافرين، باب فضل من يقوم بالقرآن وتعليمه. [2] - أخرجه البخاري (5027). في فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه،. [3] - أخرجه البخاري (6465) ، ورواه مسلم  (782) . [4] - أخرجه أحمد (6764) والترمذي (2453) ابن خزيمة (2105) وابن حبان (2518). 5- أخرجه البخاري (1978). 6-  أخرجه البخاري (1968).


التعليقات