الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; جمهور العلماء يقول بجواز الحلف بالمصحف, ومن منهم من يقول الحلف بالقرآن, وذلك أن هذا حلف بكلام الله سبحانه وتعالى, كالحلف بسائر صفاته سبحانه وتعالى, لكن خالف في ذلك الأحناف, والصواب هو قول الجمهور, وجاء عن بعض الصحابة ما يدل على القول بجواز الحلف بالقرآن⁽¹¹⁾, كالحلف بسائر صفاته سبحانه وتعالى, لكن لو حلف بالقرآن فهل إذا حنث فيه تتعدد الكفارة؟ فيه خلاف والصحيح أن عليه كفارة واحدة, وجاء عن ابن مسعود ما يدل على أن في كل آية كفارة لكن لو ثبت محمول على الأتم والأكمل. نعم..

---

(11) قال البيهقي رحمه الله في سننه الكبرى :باب ما جاء في الحلف بصفات الله تعالى كالعزة والقدرة والجلال والكبرياء والعظمة والكلام والسمع ونحو ذلك وساق تحته أحاديث منها رقم (19682)  أخبرنا الشريفان أبو الفتح وأبو علي قالا أنبأ عبد الرحمن بن أبي شريح أنبأ عبد الله ثنا علي بن الجعد أنبأ شريك عن زياد بن فياض عن أبي عياض قال : سئل ابن عمر رضي الله عنهما وأنا أسمع عن الخمر فقال لا وسمع الله عز وجل لا يحل بيعها ولا ابتياعها. قال البيهقي: فلعل سمع الله كالحلف بعين الله ونحوه قلت: والقرآن كلام الله غير مخلوق فيجوز الحلف به والله أعلم.وقد ساق البيهقي عدة أثار عن الصحابة في هذا المعنى.