السؤال :
يقول السائل: هل تجوز قراءة القرءان بدون تجويد؟، علما بأنني لا أعرف التجويد.أحسن الله إليكم.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
قراءة القرءان بلا تجويد..
التجويد يمكن أن يقال المراد به ما يراد بسائر الواجبات الأخرى مثلا، مثل الصلاة، الزكاة ، الصوم الحج، والطهارة ،ونحو ذلك، وأن لها وصفين:
الصلاة الواجبة واجبة، يعني الأركان والواجبات.. والصوم الواجب، وما زاد على ذلك فهو مستحب.
فيريد من هذا القدر من التجويد فهو واجب وهو أن يتعلم ما تجب عليه قراءته بلا لحن، مثل قراءة الفاتحة في الصلاة.
وإن أريد القراءة التحسين وهذا هو الظاهر وهو الذي يجري في كلام علماء القراءات وأهل التجويد ولهذا قد اشتهر قولهم وفي قول ابن الجزري: ( ومن لم يجود القرءان آثم)
وهذا خالفه بعض أهل العلم، وقالوا: إن التجويد على جهة التحسين ليس بواجب، إنما الواجب هو أن يقرأه القراءة التي لا لحن فيها إذا أمكنه ذلك.
أما إذا كان في فرض القراءة فعليه أن يتعلم القراءة الواجبة عليه، وهي قراءة الفاتحة.
وثبت في الصحيحين، من حديث عائشة رضي الله عنها أنه عليه الصلاة والسلام قال: "الماهرُ بالقرآن مع السفرةِ الكرامِ البرَرَةِ،والذي يقرأ القرآنَ ويتَتَعْتَعُ فيه ، وهو عليه شاقٌّ ، له أجران(1) "
ومعنى يتعتع فيه يبين أنه يضعف في قراءة القرءان، ويبين أنه ربما لم يحسن تلاوته فالنبي عليه الصلاة والسلام أثبت أن له أجران، وأشار إلى أن الدرجة العليا أن يكون مع السفرة الكرام البررة.
وفي كلام بعض أهل العلم أنه لم ينقل عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يتكلفون أمر التجويد ونحو ذلك.
فالذي يظهر أن تجويده على الوجه الذي ذكره المجودون من أهل علماء القراءة ونحو ذلك أن هذا أمر مستحب وأمر حسن، لكن أنه يكون على المخارج التي ذكروها في الغنة في الإظهار والإدغام وإلى غير ذلك من مسائل الأحكام فلا يظهر وجوبه، إنما الذي يحذر هو اللحن في القرءان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب تفسير القرآن (4653) ومسلم في كتاب صلاة المسافرين رقم (798)عن عائشة رضي الله عنها.