الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;  إن كان هذا بسبب أمر عرض لها وله سبب تعرفه فتُعالج وتداوي, وترقي نفسها. وإن كان هذا ربما ضعف وكسل عن قراءة القرآن, والشيطان يعرض لها فيحصل له النوم فالواجب هو المجاهدة. {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}⁽¹⁾, يجاهد الإنسان ويجتهد ويُبشر بالخير, فجاهدي نفسك وأبشري بالخير، فإن كان له سبب من أمرٍ ربما عرض الإنسان حينما يقرأ القرآن فيحصل له مثل هذا, فالاستعانة بالله سبحانه وتعالى والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم, وقراءة الورد, والاجتهاد وعدم الاستسلام حينما يحصل النعاس، وتقوم وتقرأ وهي قائمة يعني تمشي هنا وهنا يكون فيه أنشط وأقوى لها فهذا هو المطلوب, حتى يكون سبب في دفع شر الشيطان.وقد يكون الشيطان يعرض للإنسان بمثل هذا فيُكسله عن عمل الخير وعن قراءة القرآن, فيحدث كسل إلى أن يصل إلى حالة النوم, فإذا قام الإنسان وجاهد نفسه وقرأ القرآن واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم كان من الأسباب. وإن كان هذا ضرر حصل فالحمد لله.فالمصيبة إذا أصابت العبد لا يجعل همه كيف أفعل؟ وما أسبابها؟ لا, أنت الآن عليك أن تسعى بالشيء الذي يُزيل هذا الأذى, أو هذا الضرر الذي يُعوقك عن أعمال الخير, وتتوكلين على الله, وتستعينين به سبحانه وتعالى ومن توكل على الله فهو من أقوى الناس، التوكل على الله قوة عظيمة للعبد في أموره في دينه ودنياه. والنبي صلى الله عليه وسلم أمر العبد إذا قام يصلي أو قرأ القرآن فنعس أن يرقد⁽²⁾,لأن للشيطان يعرض له, بأن يخلط عليه في قرائته ويستغل حال ضعف الإنسان. فالنبي صلى الله عليه وسلم سلك السبيل أو بيَّن السبيل الذي يكون به نشاط البدن حينما يتعب نفسه.أما إذ كان هذا الأمر يعرض لها كل ما قرأت فتعمل ما تقدم وتجتهد في مجاهدة نفسها وهواها, ثم أيضًا تكون القراءة عن نشاط, وعن وضوء, وربما تكون القراءة في حال الصلاة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ⁽¹⁾ سورة العنكبوت. الآية 69. (2)" إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ فَلْيَرْقُد " أخرجه البخاري في كتاب التهجد ( 1144)،