مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

هل يجوز الاستدلال بقوله تعالى: ﴿ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ على ارتباط القتال بالنصر؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
 السلام عليكم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يقول أريد الاستفسار لو تكرمت عن آية ﴿ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ ([1])هل يجوز الاستدلال بها على ارتباط القتال بالنصر؟ هل يجوز أن نقول طالما هناك استمرار في القتال من قبل المؤمنين إن كيد الأعداء يظل ضعيفا, لاشك أن الجهاد وقتال أعداء الإسلام المحاربين له أنه من دلائل ظهور الدين, وهذه آية في قوله سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾([2]) لما قبلها أيضًا فيه بيان,﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾([3]) يعني هذا في القتال الذي في سبيل الله, في نصرة دين الإسلام, والجهاد لإعلاء كلمة الدين, إذا كان على هذا الوصف فلا شك أنه دلاله على ظهور الدين, دلاله على إبطال الشيطان الذي يحمل أعداء الدين على قتال أهل الإسلام, إن هذا مشروط أن يكون الجهاد نصرة للدين, وأن يجتهد العبد بجهاده أن ينصر الدين ومعه النصر﴿إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ﴾([4]) وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ﴾ ([5]) هذا وعدٌ من الله سبحانه وتعالى أنه ينصر من نصره ونصره سبحانه وتعالى بنصر كتابه, وسنة نبيه عليه السلام صلاة والسلام, ومن أعظمِ أبواب ذلك الجهاد عند الحاجة إليه والقدرة إليه؛ ولهذا ورد في حديث قصة بدر أن الشيطان ما رُئِيَ أحقر ولا أزل من يوم بدر(6)؛ لأنه رأى جبريل يزع –يدفع- في ذلك المقام مع الملائكة هذا واضح وهذا ممكن أن يكون نوع من التفسير والبيان, إلا ما رُئِيَ يوم بدر؛ أي في يومِ بدر؛ لأن نزلت الملائكة كان فيه نصر للإسلام نصر للدين في هذه المعركة الفاصلة التي نصر الله بها الإسلام وأنصاره من المهاجرين والأنصار, ودحر بها الكفر وأهل الكفر, ولله الحمد والمنة على ذلك.




[1])) سورة النساء الآية: 76 [2])) سورة النساء الآية: 76 [3])) سورة النساء الآية: 76 [4])) سورة محمد الآية: 7 [5])) سورة الحج الآية: 40 (6) أخرجه مالك في الموطأ باب جامع الحج رقم (1269).


التعليقات