يقول السائل : ما حكم وضع المصحف على الأرض؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
وضع المصحف إن كان مكان لا يتخطى، ويأمن من تخطيه، مثل إنسان جالس فيقرأ القرآن؛ فأراد أن يسجد سجدة فوضعه علي الأرض مثلاً، فلا بأس في ذلك، والأولى والأكمل؛ أن يوضع علي شيء، وإن كان المكان محل التخطي والمرور؛ فترفعه حتي لا يوضَع أو يهُان، وفي الجملة فلا بأس، فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما،"أنه قيل له أضع المصحف على الفراش الذي أجامع فيهِ أهلي، وعلى الشيء الذي ألبسه، فقال لا بأس" (1) يعني وضعه، فإذا كان يوضع على مثل هذا؛ فكذلك هذا قول ابن عباس؛ فيما صح عنه رحمه الله، و رضي عنه، إنما رفعه هو الأكمل والأتم، وإذا خشي من إهانته؛ يجب ذلك، وقد روي أبو داوود في القصة المعروفة في رجم اليهوديين (2) الذين زنيا وأن النبي عليه الصلاة و السلام سألهم عن التوراة، وفي رواية أبي داوود؛ أنه عليه الصلاة و السلام، "جاء وسألهم التوراة فنشروها و كانوا قد قدموا وسادة كالمتكأ للنبي، عليه الصلاة والسلام ليتكأ عليها، فلما جاءوا بالتوراة نزع الوسادة من تحته فوضع التوراة عليها، وقال آمنت بكِ، وبمن أنزلكِ"،(3) الحديث فيه دلالة علي سنية رفع المصحف، فإذا كانت التوراة مع إن التوراة مغيرة ومحرفة، لكن فيها شيء مما جاءوا به، فإذا كانت التوراة النبي عليه السلام رفعها على هذا الشيء فالقرآن من باب أولى، فأنت حينما تقرأ؛ فالسنة أن يمسك الإنسان المصحف بيده، أو يكون مثل ما يفعل الناس اليوم، الألواح التي توضع عليها المصاحف، والدروج التي توضع فيها، هذا لا شك من إكرامها {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ}([4)، فالرفع؛ الرفعُ المعنوي، و الرفعُ الحسي؛ الرفع الحسي بوضعه علي شيء حتي لا يتعرض لتخبط المارين والوضع المعنوي هو العمل به وتلاوته وتدبره .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه عبد الرزاق رقم (1331 ) عن ابن جريج ، عن عطاء ، وإسناده صحيح .
(2) أخرجه البخاري (6450)، ومسلم (1699).
(3) أخرجه أبو داود (4449), والترمذي (1436), وابن ماجه (2556).
[4]))سورة عبس، الآية: 13و14