الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الأذن لها حكم الظاهر كالأنف ، كما أنه يغسل ظاهره والباطن بالاستنشاق والاستنثار ، وكذلك الفم لظهور سنه يتمضمض ، فالأذن من باب أولى لأن الأذن مفتوحة ، وعلى هذا يكون غسلها غسل الظاهر والباطن كما في حديث ربيع بن معوذ في الوضوء في مسحها الإبهام في الباطن .(1) السبابة في الظاهر والإبهام في الباطن ، وحديث عبد الله بن عمرو (2). فالغسل يغسل الظاهر هذا لا إشكال ، وكذلك الباطن لكن لا يلزم غسل الصماخ أو إدخال الماء للصماخ ، إنما يكون بإسالة الماء عليها لقوله تعالى (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا) (3) ولأن النبي عليه الصلاة والسلام أفاض الماء على بدنه فاغتسل فهذا الحديث يدل على وجوب غسل البدن  جميع البدن في الظاهر ، وكذلك في الصحيحين في حديث أبي هريرة في ذلك الرجل الذي لما وجد الماء فقال: خذ سجلا من الماء فأفرغه عليك (4) فأمر بأن يفرغ عليه الماء هذا هو الواجب غسل ظاهرها وباطنها ، ثم قال عليه الصلاة والسلام . الأذنان من الرأس ، والأذنان تغسلان ، لكن كما تقدم لا يكون الغسل بالصفة . بعضهم قال يغسل ظاهره ، والأظهر والله أعلم أن الغسل يكون بظاهر الأذن ، وهذا واضح وكذلك الباطن لكن لا لداخل الأذن من جهة الصماخ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه أبوداد (126) وأخرجه مختصراً بمسح الرأس والأذنين الترمذي (33) وقال: هذا حديث حسن، وأخرجه ابن ماجه تاماً بنحوه (390)، ومختصراً بمسح الأذنين (440) حديث الربيع بنت معوذ (2) أخرجه أبو داود (135) والنسائي في "الكبرى" (89)، وابن ماجه (422) وهو في "مسند أحمد" (6684). (3) سورة المائدة : الآية 6 . (4) صحيح البخاري (337(.