يقول السائل : هل يجوز دخول الحمام بغير حذاء؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الأصل وجوب التوقي من النجاسة، فإن كان موضع الخلاء فيه نجاسة فلا يجوز التلطخ بالنجاسات، تقدم الإشارة إلى هذه المسألة وهو وجوب التوقي من النجاسات، وأن الصحيح أنه يجب التوقي منها، وأنه لا يجوز التلطخ بها، إلا الشيء الذي لا يمكن لا إلا بإزالة ذلك، لكن الشأن أنك تزيله، وتفصله عنك إذا أصابك لا تترك النجاسة، ومن ذلك أيضا إذا كان الإنسان مأمور بالتوقي والنجاسة حال قضاء الحاجة مع أنه في هذه الحالة قد يصيبه لكن مع ذلك مأمور بالتوقي، فكونه يتوقى النجاسة التي هو بسلامةٍ منها إنما يقصد بها وطئ النجاسة من باب أولى أنه لا يجوز، إلا إذا كان هذا المكان فيه نجاسة، وأنت ليس عندك ما توقى به النجاسة هذا موضع ضرورة مثل الإنسان حينما يباشر النجاسة لإزالتها من المخرجين، أما إذا كان الحمام يعني مثل حمامات الناس اليوم في الغالب أنها تكون مبلطة وخالية من النجاسة خاصة إذا كانت موضع المغاسل، وهذه في الغالب تكون خالية من النجاسة إلا إذا كان هذا الموضع موضع الخلاء (الحمام) يسمونه الناس الخلاء، في موضع خاص لقضاء الحاجة، وموضع الحمام هو موضع الدخول أو مغسلة مثلًا للوضوء ونحو ذلك، وليس من العادة أن تجري فيه النجاسة فهذا أيسر، فإذا دخل فلا بأس مع الأولى أن يدخل بحذاء حتى يتوقى النجاسة، لكن لو دخل فلا يؤمر بغسل رجليه إلا إذا غلب على ظنه نجاسة هذا الحمام؛ لأنه يعلم إن هذا المكان يدخل فيه الصبيان وسط النجاسة أو النجاسة تجري عليه ونحو ذلك فإذا علم أن النجاسة توجد فيه أو على أرضيته يعني في حال يتوضأ فيجب عليه الدخول بحذاء، وإذا علم خلاف ذلك فالأفضل له على غلبة الظن.