يقول: ما هو الغسل الصحيح للجنابة وجزاك الله خيرًا؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الغسل الصحيح للجنابة ثبت في حديث ميمونة(1) وحديث عائشة(2) رضي الله عنها والغسل قسمان قسم مجزئ وقسم كامل أو تام، القسم المجزئ هو أن يفيض الرجل على بدنه الماء مع النية والمضمضة والاستنشاق، المضمضة والاستنشاق واجبان في الوضوء وفي الجنابة كما قال سبحانه وتعالى {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}(3) فإذا أفاض الرجل والمرأة أو المرأة الماء عليهما مع النية مع المضمضة والاستنشاق حصل الغسل الواجب، الغسل الكامل أو المستحب أولاً: السنة غسل اليدين ثم غسل الفرج كما ثبت في حديث ميمونة ثم بعد ذلك غسل اليد أو ضربها بالجدار إذا كان هنالك شيء يعلق بهم من تراب أو خشونة أو ما يقوم مقام ذلك من صابون ونحوه ثم بعد ذلك الوضوء ثم بعد ذلك تخليل شعر الرأس ثلاثًا ثم إفاضة الماء مع الرأس ثم غسل الشق الأيمن ثم غسل الشق الأيسر والرجلان إن شاء غسلهما مع الوضوء وإن شاء أخرهما كلهما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام، وغسل الحيض مثل غسل الجنابة في حق المرأة إلا أنها في غسل الجنابة كما في حديث عائشة حينما سألتها أسماء رضي الله عنها عن غسل الحيض وغسل الجنابة فذكرت غسل الجنابة وأنها تدلك شعر رأسها حتى يبلغ شئون رأسها ولما ذكرت غسل الحيض قالت: (تدلكه دلكًا شديدًا)والمعنى أنه لا يلزمها أيضًا أن تحل شعرها أما في الجنابة فهذا ذكره وعليه اتفاق والحيض محل خلاف، المقصود أنها في غسل الجنابة قالت (تدلكه دلكًا شديدًا )(4) مع أيضًا استعمال إذا أرادت أن تستعمل الطيب معه وتغسل بعض المواضع التي ربما يكثر فيها الأذى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: «وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضُوءًا لِجَنَابَةٍ، فَأَكْفَأَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، ثُمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ، ثُمَّ ضَرَبَ يَدَهُ بِالأَرْضِ أَوِ الحَائِطِ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى رَأْسِهِ المَاءَ، ثُمَّ غَسَلَ جَسَدَهُ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ» قَالَتْ: «فَأَتَيْتُهُ بِخِرْقَةٍ فَلَمْ يُرِدْهَا، فَجَعَلَ يَنْفُضُ بِيَدِهِ»أخرجه البخاري (274).
(2)عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ يُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي الْمَاءِ، فَيُخَلِّلُ بِهَا أُصُولَ شَعَرِهِ، ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاَثَ غَرْفَاتٍ بِيَدَيْهِ ، ثُمَّ يُفِيضُ الْمَاءَ عَلَى جِلْدِهِ كُلِّهِ. أخرجه البخاري (248). ومسلم (316).
(3) (المائدة:6)
(4)عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَسْمَاءَ سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ غُسْلِ الْمَحِيضِ؟ قَالَ: " تَأْخُذُ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وَسِدْرَتَهَا فَتَطَهَّرُ، فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتُدَلِّكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا حَتَّى يَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ، ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطَهَّرُ بِهَا " قَالَتْ أَسْمَاءُ: وَكَيْفَ تَطَهَّرُ بِهَا؟ قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ، تَطَهَّرِي بِهَا " فَقَالَتْ عَائِشَةُ كَأَنَّهَا تُخْفِي ذَلِكَ: تَتَبَّعِي أَثَرَ الدَّمِ. وَسَأَلَتْهُ عَنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ؟ قَالَ: " تَأْخُذِينَ مَاءً فَتَطَهَّرِينَ، فَتُحْسِنِينَ الطُّهُورَ، أَوْ أَبْلِغِي الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتُدَلِّكُهُ حَتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تُفِيضُ عَلَيْهَا الْمَاءَ " فَقَالَتْ عَائِشَةُ: نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ، لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ. ومسلم (332) (61) ، وأبو داود (314).