• تاريخ النشر : 01/06/2016
  • 2535
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

هل الحفاظ على الوضوء في كل وقت عبادة وذلك باعتباره شطر الإيمان؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;  نعم الوضوء عباده بنفسه, ثم هو شرط للصلاة بعد الحدث, وجاءت الأخبار الكثيرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه عبادة, قال -صلى الله عليه وسلم- «الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ»(1), رواه مسلم من حديث أبي مالك الأشاعري, وقال صلى الله عليه وسلم في حديث ثوبان عند أحمد وابن ماجه « اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا ، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاةُ " ثم قال: وَلن يُحَافِظُ عَلَى الوضوء إِلا مُؤْمِنٌ»(2).حديث صحيح. وَلن يُحَافِظُ عَلَى الوضوء إِلا مُؤْمِنٌ فالوضوء عبادة مستقلة بنفسها, لكن ليس معنى ذلك أن العبد يتوضأ وضوء تلو الوضوء لا, الوضوء يكون عند الحدث, الوضوء أيضًا يكون عند كل فرض ولو كنت طاهر يعني سنة, الوضوء أيضًا كذلك يُشرع حينما تحس بتعب وكسل ولو كنت متوضأ, ثم أردت أن تقرأ القرآن فحصل عندك كسل فقمت تتوضأ فتنشط لقراءة القرآن يُشرع لك ذلك, كذلك إنسان توضأ ثم مضى مدة فحصل كسل وضعف عن الذكر يتوضأ, كذلك لو أكلت طعامًا مطبوخًا أو شربت قهوة أو شاهي شيء قد مسته النار يُسن لك تتوضأ, توضأ مما مسته النار. النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مما مسته النار(3) يعني ولو لم ترد يعني مجرد أن تأكل طعام مطبوخ, تشرب طعام مطبوخ شاهي قهوة يُشرع لك الوضوء, يعني تبقى على طهارة؛ المعنى السنة لك أن تبقى على طهارة في جميع أحوالك،في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال « يَا بِلالُ إِنِّي سَمِعْت دَفَّ نَعْلَيْك فِي الْجَنَّةِ فأَخْبِرْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْته فِي الإِسْلامِ, قَالَ: إني لم يصبني حدث قط إلا صليت ما كتب الله لي»(4), وحديث بريدة عند الترمذي بإسناد صحيح (إلا صليت ركعتين) (5), المعنى أنه يكون طهارة فهو عبادة مستقلة فيُشرع للمسلم أن يكون على طهارة في جميع أحواله هذا فضل عظيم. وثبت في حديث عثمان(6) وحديث أبي هريرة فضل الوضوء(7) وأنه تتساقط الذنوب حتى تتساقط مع الماء أو مع أخر قطر الماء. وثبت في حديث عائشة في صحيح مسلم أنه أخبر -صلى الله عليه وسلم- أن المضمضة والاستنشاق من خصال الفطرة(8), إذا كان المضمضة والاستنشاق وهما بعض الوضوء واجبان للوضوء وهما من خصال الفطرة فالوضوء بكامله أعظم وأفضل فلذا هو عبادة مستقلة يُشرع للمسلم أن يكون في كل أحواله على طهارة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها. أخرجه مسلم ( 226). (2) أخرجه ابن ماجة ( 277). أحمد في المسند ( 21872).). وابن أبي شيبة في المصنف ( 35). والحاكم في المستدرك ( 1/130). ابن حبان ( 1037) والبيهقي في الكبرى ( 1/82). (3) أخرجه مسلم (351). توضأ مما مسته النار (4)أخرجه البخاري ( 1149). ومسلم ( 2461). (5)أخرجه الترمذي (3689). (6)عن حمران مولى عثمان بن عفان أنه رأى عثمان بن عفان دعا بوضوء فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات ثم أدخل يمينه في الوضوء ثم تمضمض واستنشق واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاثا ثم مسح برأسه ثم غسل كل رجل ثلاثا ثم قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ نحو وضوئي هذا وقال من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه . أخرجه البخاري ( 160). ومسلم ( 227). (7)عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ أَوْ الْمُؤْمِنُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مَعَ الْمَاءِ أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنْ الذُّنُوبِ ". أخرجه مسلم (244). (8) حديث عائشة رصي الله عنها أخرجه مسلم (410).


التعليقات