• تاريخ النشر : 27/07/2016
  • 375
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول السائل : ما كيفية الدعاء في الجنازة حينما يعلن أن الصلاة على الميت والطفل ؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; عليك أن تدعوا للأموات عموماً, ودعاؤك للميت أيضاً دعاؤك للطفل " اللهم اغفر لحينا و ميتنا و صغيرنا و كبيرنا و ذكرنا و أنثانا و شاهدنا و غائبنا اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام, ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان, اللهم لا تحرمنا أجره, ولا تفتنا بعده " حينما تقول صغيرنا فالطفل صغير فادعوا له,  صغيرنا, وكبيرنا, ذكرنا, وأنثانا, حينما تقول ذكر دعوت لأولادك وهذا في الحقيقة دعاء عظيم. اللهم اغفر لحينا حينا الحاضر والغائب وميتنا الحاضر وصغيرنا هذا الميت, ولكل صغير من صغار المسلمين وذكرنا  الذكر يدخل فيه الصغير والكبير، وأنثانا الأنثى الصغيرة تدخل في الأنثى إن كانت الميتة أنثي صغيرة أو كبيرة ، شاهدنا وغائبنا الشاهد الحاضر معنا والغائب البعيد عنا، فأنت تدعوا للصغير والدعاء للصغير لا بأس, وليس حينما تدعوا للميت بأن يقيه الله عذاب القبر ليس عذاب القبر هو العقوبة لا بل ندعوا الله عز وجل أن يقيه عذاب القبر؛ لأنه يشمل العقوبة, ويشمل الألم, فليس عذاب القبر مقتصر على العقوبة لا؛ حتى الألم يسمى عذاب, ولا شك أن للقبر عذاب لا يسلم منه أحد, يقول عليه الصلاة والسلام في حديث سعد: (إِنَّ لِلْقبرِ ضَغْطَةً، لَوْ كان أحدٌ ناجِيًا مِنْها، نَجَا مِنْها سعدُ بْنُ معاذٍ ).(1) وهو حديث صحيح عند النسائي وغيره، لكن قال العلماء هي ضمة رحمه واشتياق للمؤمن؛ لأن الأرض أمُّ كما في الحديث ( تَحَفَّظُوا من الأرضِ فإنها أُمُّكُمْ ، وإنه ليس من أحدٍ عامِلٍ عليها خيرًا أو شَرًّا إلا وهي مُخْبِرَةٌ به)(2) فالأرض منها خلقناكم وفيها نعيدكم, ونصلي عليها وتقبل فضلاتنا وتخرج لنا الطيب وتقبل منا الخبيث وتجعله في بطنها, وتخرج لنا الطيب فنأكله ويخرج الخبيث فيرجع إليها, ثم بعد ذلك أنت ترجع إليها بعدما تموت, وكما قال العلماء أنها تضم ضمة رحمة, وقد يكون في هذه الضمة شدة مثل الأم حينما تفتقد طفلها التي فقدته, فمن اشتياقها تضمه ضمة قد يتألم من شدة الضم؛ لكن فيه أنس وراحة, والقبر كما يقال له أداة بمعنى الألم قال عليه الصلاة والسلام (السَّفَرُ قِطعةٌ مِن العذابِ يمنَعُ أحَدَكم نومَه ولذَّتَه وطعامَه وشرابَه فإذا قضى أحَدُكم نَهْمَتَه مِن سفَرِه فلْيُسرِعِ الرُّجوعَ إلى أهلِه ) (3)،  وفي الحديث ( ذكرتْ عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم ولدًا لها مات ثمَّ بكتْ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم أيُغلبُ أُحيدُكم أنْ يصاحبَ صُويحبَه في الدنيا معروفًا فإذا حال بينه وبينه من هو أَولَى به منه استرجَع، ثمَّ قال : اللهمَّ أثِبني فيما أمضيتَ وأعنِّي على ما أبقيتَ ، فو الذي نفسُ محمدٍ بيدِه إنَّ أُحيدَكم ليبكي فيستعبِرُ له صويحبُهُ ، يا عبادَ اللهِ لا تعذِّبوا موتاكم ) (4) يقول النبي صلوات الله عليه لا تعذب ميتك بالصياح والنياحة، لقوله تعالى: }قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) {(5) مادام أنه ما رضي ولم يوصي بهذا, وإن كان يعلم أنك سوف تنوح نهاك لأنه يتألم بهذا الشيء؛ لأن الألم النفسي انعدم فهذا قد يفعل الصغير ولهذا ندعوا بذلك. وعن سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ قال: صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى صَبِيٍّ لَمْ يَعْمَلْ خَطِيئَةً قَطُّ. فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) (6). مع أن الصغير لا تكليف عليه, وأطفال المسلمون في العموم في الجنة ثم كثير من أهل العلم قالوا يسن أن يزيد الدعاء المشهور عن الحسن وهو أن تزيد, ويزيد له فلا بأس. فحينما تدعوا أولاً عليك أن تنوي بالدعاء للطفل، وخاصة عند قولنا صغيرنا, مع الدعاء لسائر الأموات, وتزيد أيضاً ما جاء عن الحسن رحمه الله أنه كان يقول في الصغار " قال " اللهم اجعله فرطاً وذخراً لوالديه ،وشفيعاً مجاباً .اللهم ثقل به موازينها وأعظم به أجورهما ، وألحقهُ بصالح المؤمنين ، واجعلهُ في كفالة إبراهيم ، وقه برحمتك عذاب الجحيم ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله ، اللهم اغفر لأسلافنا ، وأفراطنا ، ومن سبقنا بالإيمان "(7) فهذا جاء عن الحسن رحمه الله أنه حديث حسن.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) هذا حديث عائشة رضي الله عنها أخرجه أحمد في “مسنده” (24141)، وابن حبان في صحيحه (3112)، أما حديث النسائي فهو حديث ابن عمر ولفظه: "عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن سعد بن معاذ رضي الله عنه حين توفي:هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ (أخرجه النسائي في " السنن " (2055). وصححه الألباني في " صحيح النسائي ".  (2) أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (5 / 61 / 4596) من طريق ابن لهيعة: حدثني الحارث بن يزيد: أنه سمع ربيعة الجرشي يقول: إن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال:. . . فذكره.وهذا إسناد ضعيف، آفته ابن لهيعة؛ لسوء حفظه. (3) أخرجه البخاري (1804)، ومسلم (715). (4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 25( وابن أبي خيثمة في التاريخ رقم (3562) وابن سعد في الطبقات الكبرى (1/ 320) (وقال الحافظ في فتح الباري (3/ 155) : إسناده حسن. (5) سورة الأنعام ، الآية رقم ( 164 ) (6) أخرجه مالك في الموطأ  (288/1)، وابن أبي شيبة في المصنف  (2147/3) وعبد الرزاق في مصنفه (3/ 533 (والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 9). وصحح إسناده شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لشرح السنة للبغوي (357/5)

(7) أخرجه البغوي في شرح السنة  (357/5)، وعبدالرزاق برقم  (6588)، وعلقه البخاري في كتاب الجنائز (65) باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة (113/2)..


التعليقات