مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1436
السؤال :

يقول السائل : كيف الدعاء فى صلاه الجنازة للأطفال؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; أقول مثل ما تدعوا لغيره ،" اللهم اغفر لحينا و ميتنا صغيرنا وكبيرنا"(1) ،صغيرنا وكبيرنا الحديث نفسه، الطفل صغير وأنت تقول صغيرنا ، صغيرنا هذا غير مكلف تدعوا له ،اللهم اغفر لحينا و ميتنا وصغيرنا وكبيرنا يعني تدعوا له كميت . ولا يلزم من ذلك أن يكون آثماً أو يكون مكلف, لا. فالدعاء بالمغفرة يُحتاج للمغفرة كل أحد,كل أحد .ثم أيضا القبر غم وهم ونفس القبر فيه الشدة ، وفى الحديث الصحيح "أن للقبر ضمة لو سلم منه احدٌ لسلم سعد ابن معاذ" (2) وإن كان بعض العلماء يقول : " ضمة القبر للمؤمن مثل ضمة الأم لولدها الذي فقدته, فتضمه ضماً شديداً ، عن حب وإن كان يجد ألماً لكن يجد به أنسا" . فالأرض أمُنا،كما جاء في الحديث "الأرض أمكم وهى بكم بره " (3) يعني : وإن ضمت لكن ضمها للمؤمن لا يكون إلا ضماً يكون منه خيرٌ واُنس . بخلاف الكافر لا ، حتى تختلف أضلاعه . جاء عن أبي هريرة (رضي الله عنه )عند مالك في الموطأ أنه كان يقول "اللهم أعذه من عذاب القبر"(4) يدعوا اللهم أعذه من عذاب القبر. كذلك عذاب القبر بمعنى : شدة القبر ,وفرق بين العذاب والعقوبة ، فالنبي أخبر (عليه الصلاة والسلام) "أن السفر قطعة من العذاب يمنع نومه و نهمتة"(5) قطعة من العذاب تفسير معنى العذاب يعني : يقطع على الإنسان نومه و نهمته وراحته فلهذا يدعا له . وبعض أهل العلم يقول : إذا كان فرطاً جاء عن الحسن قوله المشهور و أنه يقول" اللهم ادعوا سلفا ,وفرطاً ,وأجراً ,وشفيع مجاباً, اللهم ثقل به موازينهما ,وعظم به أجورهما ,اللهم اجعلهما في كفالة إبراهيم ,وقهم برحمتك عذاب الجحيم "(6)هظذا قول مشهور عن  الحسن (رحمه الله). فبعض أهل العلم يرى أنه يقال للفرط .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، يَقُولُ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ". وأخرجه أبو داود (3201)، والترمذي (1045)، والنسائي في "الكبرى" (10852) من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به. وسنده صحيح.وهو في "مسند أحمد" (8809)، و"صحيح ابن حبان" (3070)، و"شرح مشكل الآثار" (973).ويشهد له حديث أبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه عند الترمذي (1045)، والنسائي (10856). وإسناده حسن في الشواهد. (2) عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:) إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا نَجَا مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ(  أخرجه أحمد (6/55 ،98) ، قال العراقي في " تخريج الإحياء " (5/259) : إسناده جيد . وقال الذهبي في " السير " (1/291) : إسناده قوي . وقال الألباني في " السلسلة الصحيحة " (1695). وعن أبي أيوب رضي الله عنه : أن صبيًا دُفنَ ، فقالَ صلى الله عليه وسلم )  لَوْ أَفْلَتَ أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ القَبْرِ لَأَفْلَتَ هَذَا الصَبِيُّ (رواه الطبراني " المعجم الكبير " (4/121) وصحح الحافظ ابن حجر نحوه في " المطالب العالية " (13/44)، وصححه الهيثمي في " مجمع الزوائد " (3/47) ، والألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/2164(.  (3) " تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة " .قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 401 :رواه أبو الشيخ في " تاريخ أصبهان "( ص 238 ) : حدثنا ابن راشد ( يعني أبا بكرمحمد بن أحمد بن راشد ) قال : حدثنا عبد الله بن محمد المقريء قال : حدثنا الفريابي قال : حدثنا سفيان عن عوف عن أبي عثمان قال : سمعت سلمان يقول فذكره مرفوعا . و هذا سند صحيح ، ابن راشد هذا قال أبو الشيخ فيه : " دخل مصر و العراق ، كتبنا ما لم نكتب عن غيره ، و كان محدثا " توفي سنة ( 309 ) كما ذكر أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 243 ) . و تابعه عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي قال : أنبأنا محمد بن يوسف الفريابي به . رواه الطبراني في " المعجم الصغير " ( 83 ) و قال : " لم يروه عن سفيان إلا الفريابي "
(4)حديث "اللهم أعذه من عذاب القبر وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَلَى صَبِيٍّ لَمْ يَعْمَلْ خَطِيئَةً قَطُّ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ " أخرجه مالك(536), وعبد الرزاق (6610) والبيهقي , (6584), صححه الألباني في المشكاة: 1689، وقَال الْبُخَارِيُّ ج2ص89: وَقَالَ الحَسَنُ: " يَقْرَأُ عَلَى الطِّفْلِ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطًا وَسَلَفًا وَأَجْرًا " (5) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ سَفَرِهِ، فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ "أخرجه البخاري (1804) ، ومسلم (1927) ، (6) أخرجه عبد الرازق في مصنفه (3/529) برقم 6589. وقَال الْبُخَارِيُّ ج2ص89: وَقَالَ الحَسَنُ: " يَقْرَأُ عَلَى الطِّفْلِ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطًا وَسَلَفًا وَأَجْرًا "


التعليقات