الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
تكبيرات الجنازة أربع عند أهل العلم, بمثابة أركانها وعندهم التكبيرة تقوم مقام الركعة, فمن ترك تكبيرة من تكبيرات الجنازة وأقل التكبيرات أربع, فإنه لا تتم صلاته إلا بتمامها, لكن هل تبطل؟ أو فرق بين طول الفصل من عدمه؟ وهل تعاد؟ ثم إذا قيل تعاد هل تعاد على الجنازة إذا كانت لم تدفن؟ أو يفرق بينما إذا كان قد صلى عليها واحد فتعاد وإذا صلى عليها جماعة فلا؟ وهذه المسائل فيها خلاف, أما بخصوص هذا السؤال, أن من نسي تكبيرة من تكبيرات الجنازة فإنه يأتي بها, وخاصة إذا تذكر قريبًا, وفي الغالب أن التكبيرات تعلم؛ لأنها صلاة خفيفة, وتكبيراتها لا تكاد تخفى, فإذا كان إمامًا ونسي ينبه ثم يكمل, كما روى البخاري معلقًا عن أنس رضي الله عنه:" أنه كبر ثلاث تكبيرات في الجنازة ثم سلم فقيل لم تكبر إلا ثلاثًا فكبر الرابعة ثم سلم",⁽¹⁾. وعاد هذا إذا كان الإنسان كبر الأولى وقرأ الفاتحة ثم كبر الثانية وصلى على النبي عليه الصلاة والسلام ثم كبر الثالثة وسلم ناسيًا للدعاء على الميت ففي هذه الحالة يرجع ويكبر مباشرة الرابعة ويقول الدعاء ويسلم بعد الرابعة وليس فيها سجود سهو لأنها تكبيراتٌ عن قيام, كما تقدم, وإن كان يعني نوى أن يكبر خمسًا فكبر أربعًا ثم سلم نسي الخامسة فالأظهر أنه والله أعلم لم يلزمه شيء طالما أنه أتى بالصلاة بالفاتحة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء على الميت, وإذا كان مثلًا كبر الأول فقرأ الفاتحة ثم كبر الثانية فنسي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فدعا للميت ظن أنها التكبيرة الثالثة ثم كبر وسلم فسلم ناسيًا الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام بعد التكبيرة الثانية في هذه الحالة إذا عاد ماذا يصنع؟ الأظهر والله أعلم أنه يكبر ويصلي على النبي عليه الصلاة والسلام ويسقط الترتيب في هذه الحالة يصلي على النبي عليه الصلاة والسلام ويسلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرج البخاري معلقا بصيغة الجزم ـ باب التكبير على الجنازة ـ قَالَ حُمَيْدٌ : (صَلَّى بِنَا أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ سَلَّمَ ، فَقِيلَ لَهُ ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ كَبَّرَ الرَّابِعَةَ ، ثُمَّ سَلَّمَ (.قال الحافظ رحمه الله : " وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس أنه كبر على جنازة ثلاثاً ثم انصرف ناسياً ، فقالوا : يا أبا حمزة إنك كبرت ثلاثاً ، فقال : صفوا فصفوا ، فكبر الرابعة.." انتهى من "فتح الباري" (3/202  (.