يقول السائل : ما أفضل ما يقدم للميت؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
أفضل ما يكون للميت مثل ما قال عليه الصلاة والسلام: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"(1) فأفضل ما يكون هو الدعاء، وهو الذي أوصى به النبي عليه الصلاة والسلام، الولد من الذكر والأنثى، والقول الصالح هذا من باب الحث، لكن يدعو لأن هو في الغالب أنه إذا كان صالحا يجتهد، ويتحرى في دعائه، وإلا فالدعاء مشروع للمسلم من المسلم لوالديه الأموات والأحياء، ثم أيضا من أعمال البر الأخرى، مثل ما جاء في الصحيحين أن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: "يا رسول الله إن أم سعد افتلتت نفسها، وأظنها لو تكلمت لتصدقت، أينفع الصدقة لها، قال: نعم"(2)، وثبت أيضا في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها هذا المعنى، وأن رجلا سأل النبي عليه الصلاة والسلام، أن أمه افترتت نفسها، وقيل أنه هذا هو سعد رضي الله عنه، كذلك إن تيسر شيء من أعمال البر والخير، ولا تحسب شيء، لكن أعظم ما يكون، وأهم ما يكون هو الدعوة { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ }(3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم (1631)، وأبي داود (2880)، والترمذي (1430)، والنسائي 6/ 251 من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعًا بلفظ: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
(2) أخرجه البخاري (2761) ومسلم (1638) وعن عائشة عند البخاري (1388) ، ومسلم (1004) (51).
(3) سورة الحشر الأية 10